ثقافة النابغة أميرة النموشي المتحصلة على معدل 20 في مادة الفلسفة ضيفة مؤسسة التميمي لهذا السبت
نشر في 11 جويلية 2019 (12:48)
أعلنت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات عن تنظيم سيمينار يوم السبت القادم بحضور المتفوقة أميرة النموشي الاولى وطنيا في شعبة الاداب والمتحصلة على معدل 20 في مادة الفلسفة وأصدرت المؤسسة لهذا الغرض البلاغ التالي:
"كنا قد أعلنا خلال الأسبوع الماضي عن توقفنا عن تنظيم سمينارات الذاكرة الوطنية الأسبوعية نتيجة لتداعيات صحتنا ومطالبة طبيبنا بالاستراحة خلال الشهرين المقبلين.
إلا أن حدثا استثنائيا تمثل في حصول الآنسة أميرة النموشي على عدد 20 في مادة الفلسفة لامتحان البكالوريا لسنة 2019، وازددت اقتناعا عندما اطلعت على النص الذي حررته خلال أربع ساعات حول ملف فلسفي دقيق جدا "بقدر ما ينشئ الإنسان الرموز، تتوسع دائرة ما هو إنساني" وقد تم نشره على الفيسبوك ليجمع آلاف "الجامات" ، وقد تجاوز المتابعون لهذا النص حدود بلادنا ليعكس نموذجا حيا للتنوع والإبداع.
وشكل طوال الأسابيع الفارطة الحدث الوطني بامتياز، وكانت مركز اهتمام داخلي وحتى عربي واسع، بين المهتمين بالفلسفة وحتى عموم الناس، انها التلميذة الحائزة على معدّل 20/20 في مادة الفلسفة في الباكالوريا آداب دورة 2019 وكانت الأولى على المستوى الوطني، وكانت نقطة ضياء كبرى في هذا الكم من العتمة الرهيب الذي يحاصرنا من كل الانحاء. في الوقت الذي تتصاعد فيه الانشغالات العميقة حول تدهور المنظومة التعليمية وحتى انهيارها.
حققت الآنسة أميرة النموشي اختراقا جوهريا بحصولها على اعلى العلامات في مادة نخبوية تستعصى على عموم الناس، وأثارت بذلك جدلا تراوح بين الاعجاب والاندهاش، وأعادت بذلك التألق للفلسفة بعد نشر نصها المتميز، الذي اكتسح كل وسائل الاعلام وفضاءات التواصل الاجتماعي، وحقق نسب نشر وقراءة عالية جدا، فاعادت للفلسفة مكانتها الاولى بين الناس مع المعلم الاكبر سقراط. في زمن الجدب والرداءة الوطنية حيث التناحر الحزبي على الكراسي والمغانم.
كانت أميرة النموشي بحق الضياء الذي أشعّ على النفوس والعقول والمستقبل، وأعطت أملا كبيرا للشباب والوطن، وأعادت الحلم بأن شعارات الثورة لازالت ممكنة التحقق، وأنّ الابداع والابتكار لم ينتكس في هذا البلد الخصيب، وهي بذلك تعطي أملا مزدوجا بأن الامتياز ممكن للشباب، وأنّ الاستاذ في تونس لا زال ينتج التفوّق برغم الواقع التربوي المتأزم الذي يستحق اليوم وضعه على مشرحة التحليل والتشخيص، من كل القوى الحية بكل شجاعة ومسؤولية وكفاءة، نخبا وسياسيين ومؤسسات رسمية ونقابية ومدنية، لوضع حد لحالة الانحدار المرير الذي آلت اليه المنظومة التربوية، باصلاح يعيد المكانة للمدرسة كقاطرة للتمايز التعليمي والاجتماعي وحتى السياسي، ويوقف نزيف التفاوت التعليمي على المستوى الجهوي وحتى الفئوي، وتشكيل خارطة المساواة والابتكار والتنمية الوطنية على أساس الاستحقاق والجدارة والتميّز وبين مشاعر القلق حول مصير المنظومة التربوية المتداعية ومستقبل الاجيال القادمة، ومشاعر البهجة والسرور بوجود حالات تألّق وتميّز عالية، مثل أميرة النموشي أصيلة مدينة مكثر والمجتازة للباكالوريا عن معهد علي البلهوان بنابل، حقيق بطرح الواقع التربوي من جهة وتكريم المتفوقة، والانصات بتمعن لتجربتها في كتابة نصها الذي حازت فيه على 20/20، وبعض مواقفها في الشأن الفلسفي والقضايا الإنسانية، قصد تثمين هذا التفوق والامتياز من جهة، وتشريكها بالرأي في مجابهة القضايا الكبرى في تونس والعالم. والدعوة موجهة لكل الفئات والأعمار دون استثناء تلامذة وأساتذة وبقية المهتمين بالفلسفة والفكر والشأن التربوي ومن يريدون ان يكتشفوا التلميذة المتألقة أميرة النموشي، للمساهمة بالنقاش وتكريم الشابة المبدعة أميرة.
والدعوة مفتوحة للجميع يوم السبت 13 جويلية 2019 ابتداء من الساعة 9.30 صباحا.
الأستاذ عبد الجليل التميمي"