الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة بعد أن تهجمت عليه بشأن هضبة محمود دوريش على سفح جبل سمامة: عدنان الهلالي يرد على شهرزاد عكاشة

نشر في  15 ديسمبر 2018  (10:27)

كتبت شهرزاد عكاشة منشورا على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك تهكّمت فيه على احداث هضبة لمحمود درويش في جبل سمّامة وردّ عليها النّاش الثقافي الجبلي عدنان الهلالي.

ستاتي شهرزاد عكاشة:

تونس تخصص تلة على جبل سمامة باسم محمود درويش و تحط فيها نصب تذكاري.. فهموني العلاقة بين الشاعر العظيم و منطقة سمامة . الجهبذ المبدع الخلاق صاحب الفكرة اش خطر ببالو بش يربط بين الاثنين؟ تحبوا تكرّموا محمود درويش؟

سميوا احدى الساحات باسمو و اعملوا فيها تمثال أو مسرح باسمو او اي فضاء ثقافي أو شارع رئيسي حتى في المنطقة العمرانية المحاذية هذا اذا مش في العاصمة أو وحدة المدن الاخرى على الاقل احتراما لرمزية الشخص و رمزية القضية. ثم وفود أجانب هازينهم لمنطقة خطرة كيف جبل سمامة ؟ و طامعين في الأهالي بش يحضرولهم الكسكسي. 

يا ريت قنبلة او لغم تفجركم على الأفكار الاستخرائية اللي عندكم... عملتولنا العار.... فضحتونا ... تفووووه".

ردّ عدنان الهلالي:

هاني جيتْ... بلغني أنّي مفتّش عنّي على هذه التلّة العامرة بالكره فقدمت لأدلي بشهادتي: انا الرّاعي عدنان الهلالي صاحب رواية "يوميّات آخر ضبع في الشعانبي" ومسرحيّة زنقرا عن نصوص جاك برال وعمل "وقتِ الجبالْ تغنّي"، ابن جبل سمّامة، الذي يفوق قرطاج عمرا وحياة و عطرا و خيلاء، عمره ملايين السّنين وعمرها 3000 سنة، و سكّانه رعاة صامدون و اغلب سكّان قرطاج "سرّاح" هاربون وقرب المطار مرابطون.

أقول ذلك لأنّك على طريقة المكّاسة تخالين المدن الكبيرة كبيرة. جبل سمّامة، و اخشى جلطتك هنا، شهد مؤخّرا افتتاح اوّل مركز ثقافي جبليّ في تونس والوطن العربي و اهدافه اوضح و اعمق من مدينة الثقافة التي تبهرك حسب مفهومك للمدنيّة والحضارة، واحتفاليّات "سمّامة عاصمة كونيّة للثقافة الجبليّة" كانت انجح من "صفاقس عاصمة الثقافة العربية" رغم ان احتفاليتنا احياها و لا يزال يحييها متطوّعون من شتى انحاء العالم و عاصمة الثقافة العربية التي جنت منها تونس اطنان الفضائح أغدقوا عليها المليارات.

رعاة سمّامة سافروا مؤخّرا إلى تورناي البلجيكية حيث اختتموا بعرض رهيب مهرجان "موسيقى وفلسفة" الذي احتفى هذه السنة بصمود الجهات وبالأقلّيات، وكان من بين الجمهور الفلسفيّ الحاضر إدغار موران، ويوم 12 فيفري سيكونون ضيوف الثوّار الكاتلونيّين وسيفتتحون مهرجان "انتي فاشيون" في بوراي الفرنسية، و "سمّامة تؤسّس سركها" مشروع قيد الانجاز تشرف عليه اكاديمة بروكسال لفنون السرك التي اطردها محمد ادريس من المسرح الوطني ذات يوم فخيّمت بجبل سمّامة، والروابط كثيرة تحكي ما فعلته ليسبات بينوت وصحبها...

ارى حملتكم هنا على هضبة درويش اسخف من "الجيليات الحمراء" التونسية.

سيّدة مناضلة علّقت ضاحكة على منشورك وهي التي حضرت في مسرح الفلاّقة بسمّامة، العاشرة ليلا، عرض فلامينغو لناومي اوزوريو، والسّيدة رشا التونسي كتبتْ على منشوراتي، على مجموعتيْ "فـَرَطيطو" و "زَلباني" أحلى الكلام... وهنا استغربتْ ضحكها من هضبة درويش في جبل سمّامة...

إلاهي... هل ثمّة أجمل من هضبة نهديها او ننويها إلى درويش، في جبل تخلّت عنه الدّولة التي تدلّل ركْشتكم وتدعم تنـْـبـيركم و تخثّر تحبيركم رغم تعثّر مسيركم؟ تريدين ان تهدي درويش شارعا؟.. من منعك؟ المهم ان تقفي بنفسك على نظافة هذا الشّارع...

امّا هضبته في سمّامة فنحرسها مع الصّبّار والرّعاة الأخيار ونزرعها شيحا و إكليلا... اللبؤة الرّاحلة رجاء بن عمّار قرّرت ذات يوم ان تشتري قطعة أرض "طبّة" وتسكن معنا سفح الجبل... وأهدت مدار قرطاج مجانا لفنّاني الجبل، لتمارينهم وعروضهم، وكانت تـُـسَخْسِخ المعتمد الاول بالقصرين هاتفيا كي يوفّر لهم حافلة... وتعرْعرُ في وجهي عندما تراني متخاذلا "خلوقا" إذ رأت في ذلك للجبل عقوقا...

هذه رجاء التي تهبُ المدينة معنى آخر، وهي سيّدة قرطاج الحقيقية التي حكمتها فنّا و نورا وواجهت عصابات "الثّورة" بالهراوات. استغربتم حضور السّفير لجبل سمّامة؟ استنكرتموه؟ هو رجل مثقّف جدّا لم يحمل إلينا مقرونة ولم يأت للكسكسي كما صوّرت لك مخليتك العجينيّة...

هو آمن باننا نواجه الإرهاب نفسه، في جبل كنعان وفي جبل سمّامة، وهنا، تشتموننا وتقهقهون... والأمر مضحك... ملهم... نسيت ان اطربكم اكثر... سنحتفل في 30 مارس بعيد ميلاد فان غوغ... في سمّامة... مع سفارة هولاندا... وسنرسم الغربان وعبّاد الشمس على المرقوم بايادي الحرفيّات... هل تفكّرين في إحداث حديقة لفان غوغ في "منطقة عمرانيّة" أيضا؟ ازرعي فيها الدّلاّع (مقترح تنموي جماليّ... فللدلاّع نوّار)...

استنكاركم و شتمكم هو سبونسورنا في هذا البلد المحظوظ بكم. المؤسف هو انّ صديقي الذي مدّني في الخاصّ بهذا المنشور، الذي يستحقّ دعما من إدارة الاداب كي يكون مرجعا لمقت الجبال والرجال، هذا الصّديق قدّمكِ لي كصحفيّة ومدوّنة متميّزة، فإذا كنتِ انتِ المتميّزة تنفثين كلّ هذا الحقد ماذا ستقول الزّواحف؟ ها شومي، ربّما صارت الزّواحف تحمل املنا في هذا البلفدير الضيّق. نترحّم على روح الشّهيد التّمساح".