الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية أُعدم يوم السبت 1 مارس 1924: محمد الدّغباجي البطل الذي خلّد الشعر الشعبي ملحمته الكفاحية

نشر في  29 ماي 2018  (21:16)

النص للأستاذ محمد ضيف الله في كتاب "مواقع من الذاكرة الوطنية

محمد الدّغباجي (1885-1924)
هم يحيون ذكرى البانديّة و نحن نحيي ذكرى رجال تونس و نسائها

"ولد محمد بن صالح الدغباجي الخريجي عام 1885 بوادي الزيتون الذي يبعد عن الحامة بحوالي 30 كلم. وفي 1907 التحق بالجيش الفرنسي ليقضي ثلاث سنوات في الجندية، عاد إثرها إلى مسقط رأسه وتزوج من إحدى قريباته.

وفي 1913 عاد من جديد إلى الخدمة العسكرية. وعندما اندلعت ثورة الجنوب في 1915 أرسلته القوات الفرنسية إلى مركز الذهيبة على الحدود الليبيّة، لكنه ما لبث أن فرّ من الجندية ليلتحق بالثوار تحت قيادة خليفة بن عسكر النالوتي، وخاض معه معارك ضدّ القوات الإيطالية والفرنسية.

وفي 1919 عاد إلى تونس ليخوض مع مجموعات من رفاقه عدة معارك ضدّ القوات الفرنسية، خلّدها وتغنّى بها الشعر الشعبي.

وفي أواسط 1920 التحق محمد الدغباجي من جديد بخليفة بن عسكر بالأراضي الطرابلسية، وفي الأثناء صدر بشأنه حكم غيابي بالإعدام بتاريخ 27 أفريل 1921.

وفي ماي 1922 ألقي عليّه القبض وسلمته السلطات الإيطالية إلى فرنسا، فأعيدت محاكمته وأقرّت المحكمة الحكم الغيابي الصادر ضده بالإعدام.

ولتتحدّى الأهالي وتلحق بهم الرعب قرّرت السلطات الفرنسية إعدامه رميا بالرصاص بينهم، فتمّ نقله إلى الحامة وأعدم يوم السبت 1 مارس 1924 وتحديدا شرقيّ ساحة السوق حيث تقع سوق الصناعات التقليدية حاليا.

ويروى أنّ الدغباجي رفض قبيل التنفيذ وضع العصابة على عينيه، وهو ما دفع زوجة أبيه إلى الزغردة، فأجابها قائلا قولته الشهيرة : "لا تخشي علي يا أمي فإني لا أخاف رصاص الأعداء، ولا أجزع في سبيل عزة وطني... الله أكبر ولله الحمد".

وخلد الشعر الشعبي ملحمة الدغباجي، ومن ذلك القصيدة التي يقول مطلعها:
الخَمْسَه اللِّي لِحْقُوا بِالجُرَّه * ومَلْك المُوت يرَاجِي
لِحْقُوا مُولَى العَرْكَه المُرَّه * المَشْهُـــــــور الدَّغْبَاجِي*
وفي المكان الذي نفذ فيه حكم الإعدام أقيم نصب تذكاري كان عبارة عن مكعّب اسمنتي، ثم وقعت استعاضته بتمثال كامل لمحمد الدغباجي أقامته بلدية الحامة على بعد بضعة أمتار غربيّ مكان التنفيذ الذي يقع قريبا من الطريق الرئيسية التي يشق مدينة الحامة، وفي قاعدة التمثال أثبتت نقيشة رخامية هذا نصها: "أقامت بلدية الحامة هذا النصب التذكاري تخليدا لذكرى الشهيد محمد الدغباجي الذي كتب صفحات ناصعة في البطولة والكفاح لمقاومة المستعمر.

ولد سنة 1885 بالحامة واستشهد رميا بالرصاص في غرة مارس 1924 بهذه الساحة"."
الأستاذ عميره عليّه الصغيّر 
النص للأستاذ محمد ضيف الله في كتاب "مواقع من الذاكرة الوطنية.تونس1881-2014" ، ص.192.

جوْ خمسة يقصّو في الجرّة
*القصيد يتغنى ببطولة محمد الدغباجي الذي تمكن من الانتصار على خمسة فرسان ارسلتهم فرنسا في إثره لقتله.

جو خمسة يقصوا في الجرة وملك الموت يراجي
و لحقوا مولى العركة المرة المشهور الدغباجي

فزعوا خمسة بربايعهم تايجيبوا الفلاَّقَة
مخزن مطماطة ينجِّيهم لثرنهم بنداقة
الكيلاني يتحلَّف فيهم بحلالة وطلاقه
الدَّالة الفلاَّقة نمحيهم في واسع رقراقة
ضربوا الخمسة وحبوا إيديهم زفُّوا زفْ تلاقى
كذب الوسعة يقصر بيهم زي هدير الناقة
تاو أن يتلاقوا يقضيهم بوسربة شلهاقة
زي الذيب يمزِّل فيهم ويلالي ويهاجي
كان التل يخبَّر بيهم وجواب البسطاجي.

فزعوا خمسة فوق حصُنَّة من مخزن مطماطة
وقالوا هاهي الجرة منا وجَوا في اوّل شوَّاطة
الدَّغباجي قاعد يستنّى طاح لهم وتواطى
فيده ستوتي يلدغ سِمَّه دار فيهم شاماطة
صُبْعَه والقرَّاص يلمَّه يعجل ما يتناطى
واللي ينُوشَه يا ويل أمَّه فاح قتار اشياطه
يجي مرمي مصبوغ بدمَّه سِمْ منحَّس لاطه
مسَرْجِي بيت النار بضمَّه وشُغْل الحربي ساجي
ومولاها كبير آصل وهمة وعنده الكيف مقاجي

نهار الخمسة لحقوا خمسة و للهم حامي ربِّي
صباح إلْ ما زرقتشي شمسه اللي يقتُل ما يدِّي
يا لاحق مكناتك همشة ظنِّي فيك مغدِّي
اللي يصبح منكُمْ ما يمْسَى الدغباجي متنبي
سرجاها بستوتي نَمْشَه لقداهم متفاجي
معاها يتكلم بالرَّمْشَة ويحكم بالكِفاجي

جو خمسة يقصُّوا في الجرة و ملك الموت معاهم
راميهم شيطان بشرَّه على تبزيع دماهم
قِرْحوا يحسابوها غِرَّه يتبشروا بملقاهم
وقت أن شبح العين تعرَّى تَكـُّوا الخيل قداهم
والدغباجي فيده حُرَّة يسربيلهم في عشاهم
سرجاها وخرجت عل برَّة في المِلهاد اخذاهم
دوَّفْهم كيسان المُرة موش من القهواجي
الخمسة درجحهُمْ في مرة لا من روَّح ناجي.
جو خمسة يقصوا في الجرة وملك الموت يراجي
و لحقوا مولى العركة المرة المشهور الدغباجي
للشاعر علي الورثة الحمروني