رياضة قطر تكشف عن تصميم سابع ملاعب المونديال : ستاد راس أبو عبود بتصنيف 4 نجوم
يتواصل سير المؤشرات عن تقدم فعلي في الاستعدادات المجراة بقطر لضمان توفير كل العوامل اللوجيستية والتنظيمية قبل المونديال، واثر ما سبق من خطوات، فان الجديد يتمثل في كشف اللجنة العليا للمشاريع والإرث، النقاب عن تصميم ستاد راس أبو عبود، وهو سابع الملاعب المرشحة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 .
ويشار الى أن تسمية الملعب جاءت نسبة إلى منطقة راس أبو عبود التي يقع فيها والتي كانت حاضنةً تاريخيا لأحد أول ملاعب كرة القدم في الدوحة، ومقراً لنادي الغزال أحد أول وأبرز الأندية الرياضية في قطر. ومن ميزات منطقة راس أبو عبود هي إطلالتها المتميزة على كورنيش الدوحة مقابل منطقة الخليج الغربيّ بأبراجها الشاهقة التي تُشكل المشهد الأبرز لأفق مدينة الدوحة. وتبعد منطقة رأس أبو عبود حوالي 6 دقائق عن مطار حمد الدولي الذي سيُشكل البوابة الرئيسية للجماهير خلال عام 2022 وسيستقبل حوالي 200,000 مسافرٍ يومياً خلال البطولة.
خصائص متفردة..
في نفس السياق، يمتاز ستاد راس أبو عبود بجملة من الخصائص التي تفرده عن غيره من الملاعب محليا وحتى دوليا، ومنها أن انشاءه تم بتصميم فريد حيث تستخدم فيه حاويات الشحن البحري وعناصر من الصلب القابلة للفك والتركيب، وسوف يتيح هذا التصميم المبتكر إمكانية تفكيك الستاد بالكامل بعد انتهاء البطولة، ليمثل سابقة في تاريخ استادات بطولة كأس العالم لكرة القدم، والمشروع يؤكد التزام دولة قطر تجاه الاستدامة، حيث سيُعاد استخدام الكثير من أجزائه ، بما في ذلك جميع مقاعده الـ 40.000، وحاويات الشحن، والسقف في بناء منشآت تعود بالفائدة على المجتمع..ولا شك في أن المنشأة المستحدثة ستسهم في إيجاد إرث كبير من شأنه توسيع نطاق الاستفادة من منشآت كأس العالم لكرة القدم في شتى المجالات.
ويتميز الستاد بتصميمه المبتكر والجريء، إذ سيتم بناؤه باستخدام حاويات الشحن البحري بالإضافة لمواد قابلة للتفكيك تشمل الجدران والسقف والمقاعد، والتي ستجتمع معاً لتُشكل تصميماً حديثاً لمكعبٍ منحني الزوايا ذو إطلالة مميزة، يُسهم في تقديم تجربة لا تُنسى للاعبين والمشجعين على حدٍ سواء عام 2022. وقد صممه -الذي سيستضيف مباريات كأس العالم حتى الدور ربع النهائيّ- المكتب الهندسي الإسبانيّ "فينويك إريبارن أركيتكتس" والذي يُعتبر أحد المكاتب المعمارية الرائدة عالمياً، إذ قام بتصميم بعض أشهر ملاعب كرة القدم في المنطقة والعالم منها ستاد مؤسسة قطر، وستاد كازابلانكا في المغرب، والملعب الجديد لنادي فالنسيا في إسبانيا، والملعب الوطني النرويجي وغيرها.
الأمر الذي سيُسهم في إيجاد إرث كبير من شأنه توسيع نطاق الاستفادة من منشآت كأس العالم لكرة القدم في شتى المجالات الرياضية والثقافية وغيرها.
وسيؤدي توظيف المكونات قابلة للتفكيك في إنشاء الاستاد إلى استخدام مواد بناء ومياه أقل، وهو ما سيخفّض تكلفة إنشاء الستاد والانبعاثات الكربونية الناتجة عن ذلك. علاوةً على ذلك، سيتم بناء الاستاد في وقت قياسي قصير يصل إلى ثلاث سنوات فقط، كما سيحصل الستاد على شهادة تقييم الاستدامة العالمية من فئة الأربع نجوم.
طاقة الاستيعاب والنقل وتوزيع المباريات
ولم تغفل اللجان المنظمة عن عدد من المسائل المهمة عند انشاء الملعب، حيث سيتسع الستاد خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 لـ40,000 مقعد، وسيتم تفكيكه بالكامل بعد البطولة والتبرع بالمقاعد الفائضة للدول التي تفتقر للبنى التحتية الرياضية فيما ستُستخدم حاويات الشحن لبناء منشآت أخرى داخل وخارج دولة قطر.
وجدير التذكير أن الملعب سيحتضن مباريات الدور الأول والثاني وحتى الدور ربع النهائي.
ومن المسائل المتصلة بمكان الملعب، فقد تم الانتباه الى عامل مهم والنقل حيث سيكون الستاد متصلاً بشبكة المترو من خلال محطة راس أبو عبود على الخط الذهبي، كما سيكون مرتبطاً بشبكة المواصلات الحديثة بشكل كامل إذ يمكن الوصول إليه عبر الطريق الدائري السادس أو كورنيش الدوحة مما سيزيح آليا كل المخاوف المتصلة بالنقل..
عامل الابتكار..
وفي تعليقه على إطلاق تصميم استاد راس أبو عبود، قال سعادة السيد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العُليا للمشاريع والإرث: "لطالما شكل الابتكار عنصراً أساسياً في في خططنا لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022. ولعلّ تصميم ستاد راس أبو عبود هو أصدق دليلٍ على هذا التوجّه، إذ أنّ التصميم المميز الذي يعتمد على مواد قابلة للتفكيك سيكون الأول من نوعه في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم، مقدماً مثالاً جديداً على الدور المهم الذي تؤديه هذه البطولة في تشكيل مستقبل الأحداث الرياضية". وأضاف نفس المصدر : "سيعزز تصميم ستاد راس أبو عبود جهودنا الرامية إلى ضمان أن تترك البطولة إرثًا رياضياً وثقافياً طويل الأمد لدولة قطر والعالم وذلك من خلال الأبنية التي ستنشأ من مكونات الاستاد بعد تفكيكه، إلى جانب الإرث العالمي الذي سيُسهم في تغيير الطريقة التي تُصمم بها المنشآت الرياضية لتكون أكثر ابتكاراً وأقل كلفة اقتصادية وبيئية".
ووفق أحدث التقارير فانه من المرتقب أن يكون الملعب جاهزاً بحلول نهاية عام 2020 أي على بعد سنتين من استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
شهادات اعتراف خارجية
وتأكيدا لما قيل سابقا عن خطوات ملموسة تثبت تقدما في الأشغال رغم حملات التشكيك المناوئة حاولت وأد الجهود، قال فيديريكو أديتشي مدير إدارة المسؤولية الاجتماعية في الاتحاد الدولي لكرة القدم: "تُحقق قطر نتائج مذهلة في مجالي الابتكار والاستدامة، وذلك يظهر جلياً في تصميم استاد راس أبو عبود. منذ اليوم الأول كانت الاستدامة أحد الأسس التي انطلقت منها دولة قطر للتحضير لاستضافة بطولة كأس العالم، وانعكس ذلك في حرصها على أن تتوافق كافة منشآت كأس العالم مع المعايير الصارمة لنظام تقييم الاستدامة العالمي GSAS في مراحل التصميم والبناء والتشغيل".
مضيفاً: "نظام تقييم الاستدامة العالمي GSAS يُعد النظام الأكثر شمولاً في مجال تقييم الستادات، فهو لا يقيم فقط التصميم والبناء بل أيضاً العمليات التشغيلية للاستاد بعد إنجازه. وقد كان لهذه النظام بالفعل أثره على عملية اختيار الدولة المنظمة لبطولة كأس العالم 2026 فقد بات لزاماً على كل الدول المتقدمة لاستضافة البطولة أن تبدي التزاماً بمعايير الاستدامة في مراحل التصميم والبناء والتشغيل لكافة الملاعب الجديدة، وذلك يعكس التأثير الإيجابي لبطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 على البطولات المستقبلية منذ الآن".
من جانبه قال المهندس هلال جهام الكواري، رئيس المكتب الفني في اللجنة العُليا للمشاريع والإرث: "يأتي الإعلان عن تصميم استاد راس أبو عبود بعد ثلاثة أشهر فقط من الكشف عن تصميم ستاد الثمامة وستة أشهر من تدشين استاد خليفة الدولي بعد تجديده، وهو ما يؤكد أن سير العمل في مشاريع كأس العالم لكرة القدم يسير وفق الخطة الزمنية المقرة مسبقاً، دون أن يكون للحصار المفروض على دولة قطر أي تأثير على مواعيد الإنجاز النهائية أو حتى على توريد المواد الخام للدولة والتي استطعنا بفضل الله ومن خلال التعاون مع سائر شركائنا أن نحافظ على تدفقها عبر مصادر بديلة من خارج دول الحصار".
بدوره قال المعماري مارك فينويك أحد الشركاء والمعماريين المختصين في مكتب "فينويك إريبارّن أركيتكتس": "يسرّنا أن نكون جزءًا من مشروع جديد من مشاريع بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، ونفخر بأن يدخل تصميمنا لاستاد راس أبو عبود التاريخ باعتباره الاستاد الأول من نوعه في بطولة كأس العالم لكرة القدم القابل للتفكيك بالكامل. ونحن واثقون بأنّ تصميم هذا الاستاد سيكون مصدر إلهام لمطوري الاستادات الرياضية والمهندسين والمعماريين في جميع أنحاء العالم لتصميم ملاعب أكثر جمالية..
التزام باحترام المعايير الدولية
ويؤكد الساهرون على الاستعدادات أن جميع المقاولين ومزودي الخدمات العاملين مع اللجنة العليا ملتزمون بمعاييرنا الخاصة برعاية العمال والتي تسعى لتوفير أعلى معايير الأمن والسلامة للعمال في مواقع عملهم وسكنهم. وتُشرف اللجنة العليا إلى جانب مؤسسات عالمية كالاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب وشركة التدقيق العالمية إمباكت على التزام المقاولين العاملين في الاستادات بهذه المعايير وذلك من خلال زيارات تفتيشية دورية ومن خلال التواصل المباشر مع العمال وممثليهم، حيث تعمل اللجنة العليا بالتعاون مع المقاولين والشركاء على تصويب أي أوضاع مخالفة وتتخذ إجراءات حازمة مع المخالفين...
التعهدات والانجازات
ويشار الى أن ملف ترشيح قطر 2022 يتضمن تعهدا بإنشاء 12 ملعبا كما هو الحال في ملفات جميع الدول التي تتقدم لنيل شرف الاستضافة، ومع تقدم العمل تجري مراجعة خطط ملف الترشيح للخروج بمقترح حول المدن والاستادات المستضيفة، وهو مقترح يتم رفعه إلى مجلس الفيفا حتى تتم المصادقة عليه. وفي الوقت الحالي فإنه تجري عملية تقديم مقترحات خاصة بالستادات المستضيفة، وسيتم تقديم المقترح النهائي في الوقت المحدد وتبعاً لمتطلبات الفيفا، فالحد الأدنى هو 8 والحد الأقصى هو 12. حسب الوضع الراهن هناك تقدم في إنشاء 8 ملاعب، 7 منها شيدت من الصفر فيما تم تحديث الملعب الـثامن باجراء تعديلات وتحسينات شتى وهو استاد خليفة الدولي الذي افتتح في شهر ماي 2017.
الحصار وتقدم الأشغال
وتؤكد مصادر قطرية في الختام أن الأشغال تسير وفق الجدول المحدد لها مسبقاً، وذلك يرجع للمرونة التي تتميز بها خطط العمل وفق شهادات المشرفين على الاستعدادات ، وأيضاً بفضل التكيف السريع الذي أبدته دولة قطر مع الواقع الجديد بعد فرض الحصار عليها.