الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بأي حال عُدت يا «عودة مدرسية»؟

نشر في  13 سبتمبر 2017  (12:33)

بدأ العد التنازلي للعودة المدرسية يعلن عن اقتراب الأجل المقرر ليوم الجمعة القادم 15 سبتمبر 2017 حيث سيرفع الستار عن السنة الدراسية الجديدة التي يتمنى الجميع أن تكون موفقة على جميع المستويات، وباقتراب هذا الموعد ارتفع وتسارع نسق استعدادات الأولياء «الملتاعين» بنارية أسعار أغلب المستلزمات الضرورية لهذا الحدث «الجلل»، ممنين النفس رغم هذا بنتائج باهرة لفلذات أكبادهم تنسيهم ما تكبدته جيوبهم..

محفظات مدرسية بقيمة 250 دينارا للواحدة !

أخبار الجمهورية في هذا الاطار ارتأت تسليط الضوء على أجواء حدث العودة المدرسية فكان لها لقاء مع عدد من الاولياء الذين أعربوا لنا من خلال حديث جمعنا بهم عن استنكارهم لغلاء أسعار بعض الادوات المدرسية التي فاقت أحيانا كل التصورات، حيث أفصحت محدثتنا «حياة» عن هول الصدمة التي اكتشفتها -على حد تعبيرها- من ارتفاع المحفظات المدرسية قائلة إنّ اسعارها بلغت في عدد من الفضاءات التجارية الكبرى من 150 الى 250 دينارا..

التونسي أضحى «يشهق ما يلحق»

واعتبرت محدّثتنا ان هذا يعتبر اجحافا في حق التونسي الذي يتكبد منذ اشهر مصاريف متواصلة حرمت جفنيه النوم، فتلك كانت مصاريف عيد الفطر ومن بعده «الخلاعة الصيفية» ثم عيد الاضحى لتتلوه فاتورات الماء والكهرباء وتزيد فوقهما مصاريف العودة المدرسية، قائلة انّ الولي التونسي أضحى اليوم «يشهق ما يلحق» في ظل ارتفاع المعيشة..
أمّا محدّثنا «نجم الدين» فلم يخف عنّا هو أيضا امتعاضه من أسعار بعض المواد المدرسية مؤكدا أنّه تكبد هو وزوجته تكاليف فاقت الـ450 دينارا كقيمة مصاريف العودة المدرسية لأبنائه الثلاثة، حيث كان لنصيب المحفظات والمناديل والأحذية الرياضية منها مبلغ جاوز الـ250 دينارا هذا فضلا عن قيمة المستلزمات الاخرى من كتب مدرسية وأدوات أخرى..

«كل قدير وقدرو»

أمّا «درصاف» وهي أم لصبي يدرس بالسنة الثالثة ابتدائي وطفلة تبلغ من العمر سنتين، فقد أكدت لنا أنّها دفعت هي وزوجها لهذه السنة ما يقارب ال150 دينارا مشيرة إلى أنّ لا شيء «يغلى» على فلذة كبدها المهم «يقرا وينجح ويوصل» على حد تعبيرها..
في المقابل شددت على ضرورة ان يلتزم كل تونسي يتكاليف لا تفوق ميزانيته الشهرية قائلة «كل قدير وقدرو»، منوهة الى ضرورة مراقبة المواد المدرسية التي يتم بيعها في الاسواق على اعتبار خطورتها وعدم مطابقتها للمعايير الصحية حيث تبين أن عديد المستلزمات تحتوي على مواد خطرة على غرار الفتالات بالمنتجات البلاستيكية والمحاليل العضوية (باللصاق والمصحح) والمعادن الثقيلة..

حملة للتصدي لبيع اللوازم المدرسية المضرة بصحة الانسان

في هذا الإطار نذكر بأنّ الفرقة الجهوية للشرطة البلدية بولاية سيدي بوزيد تمكنت يوم السبت 9 سبتمبر 2017، من حجز أكثر من 1800 وحدة من اللوازم المدرسية خاصة منها الكراس المدرسي، كانت معروضة في ظروف غير صحية بالأسواق الأسبوعية بالجهة إلى جانب كونها مجهولة المصدر.
كما تم تسجيل 40 مخالفة صحية تتعلق بالانتصاب الفوضوي، والاستحواذ المشط على الرصيف، و8 محاضر اقتصادية من اجل الترفيع في الأسعار وفق ما أكدّه زميلنا منير الهاني..

ضبط مستودع عشوائي به 850 ألف قطعة من الأدوات المدرسية المهرّبة

على صعيد متصل تمكّنت فرق المراقبة الاقتصادية بالإدارة الجهوية للتجارة في منوبة ظهر الثلاثاء 05 سبتمبر من ضبط مستودع عشوائي يحتوي على 850 ألف قطعة من الأدوات المدرسية مجهولة المصدر والمهرّبة إضافة إلى تصنيع وخزن الكراس المدرسي بطريقة غير قانونية في منطقة “حميم” من معتمدية المرناقية حسب ما أفاد به المدير الجهوي للتجارة في ولاية منوبة ياسر بن خليفة.
وأوضح نفس المصدر أن العملية النوعية التي أمّنها أعوان منطقة الحرس الوطني في طبربة أسفرت عن حجز 850 ألف قطعة من الادوات المدرسية مجهولة المصدر تروّج عادة عبر مسالك التهريب تقدّر قيمتها الجملية بملايين الدينارات ومن ضمنها أقلام رصـاص (4 الاف قلم) و01 الف قلم جاف ومواد مكتبية (4800 قطعة) و124 الف قلم مصحح و 3020 ماسكة أوراق و15 الف مشبك حديدي و3840 مقصا حديديا و27 الف ملف ورق و10 الاف ملصق و8600 كنش من مختلفالاحجام و2600 أدوات تصوير و 16340 كراسا من مختلف الاحجام و2500 أوراق حافظة و 2100 كلغ من الورق المقوى والاف الأقراص المغناطيسية.
وأشار بن خليفة إلى انه في خضم الاستعدادات للعودة المدرسية تنصبّ أعين المراقبة الاقتصادية بالجهة على بيع الأدوات المدرسية وتتركز الجهود على التصدي لترويج الأدوات المدرسية متدنية الجودة والقادمة عبر مسالك التهريب والتي تمثّل خطرا على صحة وسلامة التلاميذ.

أسعار الكتب المدرسية للسنة الدراسية 2018/2017

هذا وتجدر الاشارة الى انّ الرئيس المدير العام للمركز الوطني البيداغوجي بلقاسم لسود أكّد أن أسعار الكتب المدرسية للسنة الدراسية 2017 / 2018 هي نفس الأسعار التي تم اعتمادها خلال العام الفارط.
وأضاف أنه تم إعادة طباعة 340 عنوانا من الكتب المدرسية والوثائق البيداغوجية في 14 مليون نسخة منها 229 عنوانا موجهة للتلاميذ في المرحلتين الأساسية والثانوية فيما بلغت نسبة بيع الكتب 30 بالمائة.

وفي ما يلي نبذة عن الأسعار المجمّعة بالنسبة للتعليم الأساسي والثانوي: السنة الاولى :6600 مليم
السنة الثانية :7850 مليم
السنة الثالثة : 17500 مليم
السنة الرابعة : 19000مليم
السنة الخامسة : 21500 مليم
السنة السادسة : 23550 مليم
السابعة أساسي : 36150 مليم
الثامنة أساسي : 41250 مليم
التاسعة أساسي : 42350 مليم
السنة الأولى ثانوي : 41250 مليم
السنة أولى ثانوي شعبة الرياضة: 11650 مليم
السنة ثانية ثانوي شعبة آداب 29550 مليم
السنة ثانية ثانوي شعبة العلوم : 47950 مليم
السنة ثانية ثانوي شعبة الاقتصاد والخدمات : 38150
السنة ثانية ثانوي شعبة تكنولوجيا الاعلامية : ً45000 مليم
السنة الثالثة من التعليم الثانوي شعبة الأداب : 36550 مليم
السنة الثالثة من التعليم الثانوي شعبة الرياضيات : 49600 مليم
السنة الثالثة من التعليم الثانوي شعبة العلوم التجريبية : 49400
السنة الثالثة من التعليم الثانوي شعبة العلوم التقنية : 45000
السنة الثالثة من التعليم الثانوي شعبة الاقتصاد والتصرف : 38200
السنة الثالثة من التعليم الثانوي شعبة علوم الإعلامية : 47550 السنة الثالثة من التعليم الثانوي شعبة الرياضة : 12000 مليم
السنة الرابعة من التعليم الثانوي شعبة الاداب : 42500
السنة الرابعة من التعليم الثانوي شعبة الرياضيات : 43350 مليم
السنة الرابعة من التعليم الثانوي شعبة العلوم التجريبية : 44550 مليم
السنة الرابعة من التعليم الثانوي شعبة العلوم التقنية : 52150 مليم
السنة الرابعة من التعليم الثانوي شعبة الاقتصاد والتصرف : 44750 مليم السنة الرابعة من التعليم الثانوي شعبة علوم الاعلامية : 43250 مليم
السنة الرابعة من التعليم الثانوي شعبة الرياضة : 12000 مليم

أكثر من 472 مليون دينار: قيمة ما سينفقه التونسيون بمناسبة العودة المدرسية الجديدة

وبشأن قيمة ما سينفقه التونسيون بمناسبة العودة المدرسية الجديدة نذكّر بأن المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك طارق بن جازية أكّد في حوار مع وكالة تونس افريقيا للانباء بأنّ التونسيون سينفقون ما قيمته 472,989 مليون دينار بمناسبة العودة المدرسية 2017 / 2018، التي تنطلق يوم 15 سبتمبر..
وأكد المدير العام أن هذا الرقم تم إحتسابه إستنادا إلى المعطيات المتعلقة بعدد التلاميذ، والذي يتجاوز المليوني تلميذ خلال هذه السنة، وإلى بحث ميداني حول الأسعار شمل 25 نقطة بيع بإقليم تونس الكبرى.
وأظهر البحث الميداني أن أسعار أغلب المستلزمات المدرسية مقارنة بالسنة المنقضية شهدت زيادة هامة تجاوزت 20 بالمائة في بعض الحالات، باستثناء الكتب المدرسية، بحسب المسؤول.
وسجّلت المستلزمات الموُرّدة أكبر نسبة زيادة، وذلك تحت تأثير تراجع سعر صرف الدينار مقابل العملات الأجنبية.
ولفت المتحدث الى تعمد العديد من المزودين عرض مستلزمات مدرسية تعود إلى السنة الدراسية المنقضية بالأسعار الجديدة، وفق ما أكده أصحاب نقاط البيع في إطار البحث الميداني.

تكاليف مشطة وخيالية !

ووفق المعهد الوطني للاستهلاك فإنه وبالاستناد الى معدلات الاسعار المتداولة (عدم احتساب الأسعار القصوى والدنيا)، فإن كلفة العودة المدرسية، للمرحلة الابتدائية (باحتساب الأدوات والكتب المدرسية فقط)، تتراوح بين 42,280 دينارا و83,890 دينارا.
وبالنسبة للمرحلة الإعدادية، تتراوح هذه الكلفة بين 137,670 دينارا و142,890 دينارا، وتنحصر بين 137,050 دينارا و148,255 دينارا بالنسبة للمرحلة الثانوية.
وعند احتساب جميع مكونات العودة من محفظة وميدعة وحذاء رياضي وزي رياضي ومعاليم التسجيل والاشتراك المدرسي، لاحظ المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك، أن هذه الكلفة التقديرية تزيد لتتراوح بين 200,530 دينارا و288,055 دينارا للتلميذ الواحد.
وبالنسبة الى كلفة العودة المدرسية لتلميذ السنة السابعة (المرحلة الإعدادية) فهي تقدر بحوالي 137 دينارا مقابل نحو 125 دينارا خلال السنة الدراسية 2016 / 2017 ليكون معدل تطور الكلفة بالنسبة للمرحلة الإعدادية بين 9 و12 بالمائة.
أما كلفة العودة لتلميذ البكالوريا فقد تم تقديرها من طرف معهد الاستهلاك بنحو 147 دينارا مقابل 131 دينارا في الموسم الدراسي 2016 /2017 ليتراوح التطور في المرحلة الثانوية بين 9 و12 بالمائة.
وفيما يتعلق بتوفر مستلزمات العودة المدرسية فقد أشار طارق بن جازية الى تواجد أبرز العناوين المدرسية في مختلف نقاط البيع الى جانب توفر الكراس المدعم بأغلبها، باستثناء بعض النقاط، التي تعتمد أساسا على المنتجات الموردة (منطقة سكرة والمرسى).
ومن جهة أخرى دعا مدير عام المعهد الوطني للاستهلاك، المستهلكين إلى مزيد التحري عند شراء المستلزمات المدرسية وذلك من خلال اقتناء الضروري منها وتأجيل بعض الأدوات، التي تعد غير ضرورية في مفتتح السنة الدراسية.

بعيدا عن التكاليف والاسعار..

أمّا بعيدا عن منطق التكاليف والأسعار أعرب العديد من المواطنين عن تمنيهم بأن تكون السنة الدراسية الجديدة هي سنة العودة الى الهدوء والعلاقة المتوازنة بين وزارة التربية والنقابات وسنة التوقف عن الاضرابات المؤدية الى تعطل الدروس وفقما حدث في السنة الفارطة، داعيين بأن يكون تعيين حاتم بن سالم وزيرا جديدا على رأس الوزارة ضمن التشكيلة الجديدة للحكومة بادرة نهاية الإشكاليات والعراقيل..

متابعة: منارة تليجاني