الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الصندوق الأسود لإيقـاف شفيـق الجـرايـة والفـاسـديـن السبعـة

نشر في  31 ماي 2017  (11:53)

عاش التونسيون في الأيام الماضية على وقع حدث كبير انحنت له كل الرؤوس تقديرا واحتراما، فكيف لا وهذا الحدث يتمثل في قرار الإطاحة بأخطر بارونات التهريب وأخطر الفاسدين ممن هدّموا وخرّبوا اقتصاد البلاد وفكّكوه ليصبح لقمة سائغة «للحيتان الهوجاء» التي اختارت بأعمالها المشبوهة بسط نفوذها  وفرض هيمنتها دون مبالاة بهذا الوطن وبهذا الشعب الذي بات الأمل معدوما في نفوس طائفة هامة منه..
فقد تقرر وبموجب قانون الطوارئ إلقاء القبض على عدد من رجال الأعمال الذين تورّطوا في قضايا خطيرة للغاية من بينها قضايا فساد وتهريب والمس بالأمن القومي عبر التحريض وتمويل احتجاجات وتظاهرات مناهضة للحكومة، كما تقرر مصادرة أملاكهم وحساباتهم النقدية وهم كل من شفيق جراية وياسين الشنوفي ومنجي بن رباح وكمال بن غلام ونجيب إسماعيل وهلال بن مسعود بشير ومنذر جنيح وعلي القريري.

ولعلّ الأخطر هو قرار النيابة العسكرية بتونس فتح بحث تحقيقي ضد رجل الأعمال شفيق جراية وكل من عسى أن يكشف عنه البحث، من أجل الاعتداء على أمن الدولة الخارجي والخيانة والمشاركة في ذلك ووضع النفس تحت تصرف جيش أجنبي زمن السلم.
 وأفادت وكالة الدولة العامة لإدارة القضاء العسكري بأن قرارها جاء طبقا للفصول 60 مكرر فقرتين (أولا) و(ثانيا) و60 رابعا فقرتين (ثانيا) و(رابعا) و32 من المجلة الجزائية، و123 من مجلة المرافعات والعقوبات العسكرية، مضيفة في بلاغ لها يوم الجمعة 26 ماي، أنه بناء على ذلك قرر قاضى التحقيق العسكري إصدار بطاقة إيداع ضد ذي الشبهة (شفيق جراية) وتأجيل سماعه لحين حضور محاميه.

الحكم الذي ينتظر شفيق جراية

وقد علّقت محامية شهداء الثورة وجرحاها الأستاذة ليلى حداد، على حملة الإيقافات التي طالت عددا من الشخصيات ومن بينها رجل الأعمال شفيق الجراية، قائلة إن التهم المحال عليها الأخير تعتبر خيانة والخيانة العظمى..
واعتبرت أن هذه الجرائم من اختصاص القضاء العسكري ويخول له قانونيا سواء مدنيا أو عسكريا كل شخص يتآمر على أمن الدولة أو أمن الدولة القومي مع دولة أجنبية النظر في قضاياه، مشيرة إلى أن الخيانة العظمى هي من اخطر وأكبر الجرائم ومن اختصاص المحاكم العسكرية».
وأضافت الحداد في تصريح لإذاعة شمس، أن القضاء العسكري تعهد بقضية شفيق الجراية لخطورتها ومساسها بأمن الدولة، مشيرة إلى أنه و التفاصيل والتهمة في الملف وبين أيادي المحامين والقضاء سيبت فيها...لكن أقصى هذه الجرائم هي الخيانة العظمى وعقوبتها الإعدام».
على صعيد آخر أفادت ليلى حداد بأن مهمة شفيق جراية قد انتهت في المشهد السياسي الداخلي والدولي لذلك اقتضى الأمر حرق ورقته بتمريره على القضاء العسكري بتهمة التآمر على أمن الدولة والخيانة العظمى وهي جريمة تودي لتصفيته على حد تعبيرها..

ما حكاية قائمة عدد من نواب الشعب الممولين من قبل شفيق جراية؟

التهم الخطيرة التي وجّهت إلى شفيق جراية أربكت الرأي العام وطرح على خلفيتها العديد من الاستفسارات من بينها كيف كان لرجل بهذه الخطورة ان ينعم بالحرية والبذخ ودماؤه جرت فيها الخيانة والنكران لهذا البلد، وبناء على الاتهامات التي وجهت لجراية اتهم عدد من السياسيين والاعلاميين بموالاتهم لهذا الشخص الذي تحدثت وجوه بارزة بأنه نجح في شراء ذممهم بأمواله وسياراته وعقاراته
بل وراجت أواخر الأسبوع المنقضي قائمة اسمية ضمت 24 اسما لعدد من نواب الشعب كان أغلبهم من حركة نداء تونس وآخرين تابعين للاتحاد الوطني الحر، وقد قيل أنها تابعة للنواب الذين «يشكلون» كتلة شفيق جراية توصيفا لتمويله ودعمه لهم ومما زاد الطين بلة أن هذه القائمة تم تسريبها في خضم الحديث عن أنباء تفيد أنه سيتم قريبا مصادرة سيارات وعقّارات كان وضعها جراية على ذمّة نواب وسياسيين وإعلاميين.

القاضية كلثوم كنو ترد..

وقد وجهت أصابع الاتهام حول تسريب هذه القائمة إلى القاضية كلثوم كنو لكنها سرعان ما خرجت عن صمتها لتنفي هذا الخبر الرائج ، مؤكدة انه لا أساس له من الصحة و أنها لم تنشر أي قائمة تتعلق بهذا  الموضوع .
هذا كما قررت رفع شكاية عدليّة يوم الإثنين الفارط في حق كلّ من سيُثبت البحث والتحقيق تورّطهُ في قرصنة صفحةٍ لها على موقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك» والإقدام على نشر تدوينة تسيء للغير وتنتهك معطياته الشخصيّة، وفق إفادتها لزميلنا المراسل الصحفي ماهر العوني..
 ونفت المترشحة السابقة للإنتخابات الرئاسية، في تصريحٍ أدلت به لأخبار الجمهورية الشائعات الرّائجة والمتواترة بالفضاء الإفتراضي حول كشفها عن لائحة تضمّ مجموعة من النوّاب المنتسبين لحركة نداء تونس ضالعين في كسب إمتيازاتٍ من طرف المدعوّ شفيق الجرّاية بصورة غير قانونيّة،
 كمَا أكّدت كنّو أنّها بريئة تمام البراءَة من حشر إسمها في معترك الحرب الجارية على الفساد لغاية في نفس يعقوب، بقولها، حيثُ فسّرت الحادثة بـ «إنّها محاولة رخيصة هدفهَا تشويه صورتي والإستناد على ما أحملهُ من مبادئ ومصداقيّة بغاية التأثير على الرأي العام»..
وأضافت محدّثتنا أنّها أصدرت بيانًا رسميّا دحضت من خلالهِ ما نُقل عن لسانها من إتّهاماتٍ تمسّ من حُرمات الآخرين دون وجه حقّ، مشيرةً إلى أنّ الصفحة التي تمّ الزجّ بها في موضوع الإيقافات لم يقع تحيينها منذ سنة 2014 تاريخ تقدّمها بملف ترشّحها للفوز بالإستحقاق الإنتخابي الرئاسي، على حدّ قولها..
وفي سياق حديثها عمّا سُمّيَ بالإنطلاقة الحقيقيّة للقضاء على حيتان الفساد، ذكرت كلثوم كنّو لزميلنا العوني أنَّ الحرب على الفساد لم يعد من الممكن أن تتوقّف دون كبح جماح كلّ من ينخر ثوابت الإقتصاد الوطني ويعطّل دوران عجلتهِ، داعيةً إلى ضرورة أن تكون الإعتقالاَت مبنيّة على مقاربة عادلة لَا إنتقائيّة وتستندُ إلى ضوابط القانون فحسْب، فضلًا عن تكاتف الجهود بما يضمَن تواصُل مسار العدالة الإنتقاليّة دون تعطيلات.

لزهر العكرمي: القائمة صحيحة وستثبت الأبحاث أن هنالك من كان يقبض 3 ملايين شهريا من أموال التهريب والجريمة

من جهتنا بادرنا بالاتصال بالمحامي والسياسي لزهر العكرمي لاستبيان موقفه من إصدار هذه القائمة خاصة وأنّه كان قد أدلى بتصريحات إعلامية أكّد من خلالها أن شفيق جراية قام بعملية شراء ذمم طالت أكثر من 25 نائباً من مجلس الشعب..
حول استبيان موقفه من هذه القائمة أكّد لزهر العكرمي أنّها صحيحة رغم احتوائها على بعض الأخطاء، قائلا إنّه ستثبت الأبحاث والاستقصاءات والأسابيع القادمة أن هنالك من كان يقبض 3 ملايين شهريا من الأموال السائلة المتأتية من التهريب والجريمة..
  وحول التهم الخطيرة التي وجهت ضدّ شفيق جراية قال محدثنا انه يعتقد بأن الجهات التي أعدت الملفات قامت بتدقيق كبير ولا يمكن أن تخطئ في الادعاء بالباطل، مضيفا انّ بعض الأشخاص من بينهم شفيق جراية جعلوا من اقتصاد الدولة 46 بالمائة والاقتصاد الموازي التابع لهم ولحيتان أخرى 54 بالمائة وهذا ما كان يجب أن يوضع له حد وفق تعبيره..

 نداء تونس على الخط..

وفي إطار الحديث عن قائمة نواب «أموال شفيق جراية» عبّر القيادي في حركة نداء تونس منجي الحرباوي، باسمه وباسم نواب الحركة الذين تُدُووِلت أسماؤهم على أساس أنهم على علاقة برجل الأعمال الموقوف شفيق جرايّة، عن استنكاره الشديد لما اسماه «الحملة الممنهجة التي تشنها جهات حاقدة  معادية للخيار الوطني والاصلاحي الذي تتمسك به الكتلة البرلمانية وحزب النداء» .
وأفاد في توضيح له، أنّ «الحركة وكتلتَها البرلمانيةَ ستعقد اجتماعا مساء يوم الاثنين القادم لاتخاذ التدابير اللازمة وتحديد المواقف النهائية من هذه الحملة اللاأخلاقية التي يتعرض إليها أعضاء مجلس نواب الشعب بصفة عامة و أعضاء كتلة حركة نداء تونس بصفة خاصة «.
  ودعا الحرباوي وفق نصّ التوضيح «مناضلي حركة نداء تونس و كل القوى الديمقراطية  إلى رفض و إدانة مثل هذه الأساليب التي ترمي إلى ضرب المؤسسة التشريعية و مكوناتها والتشكيك في أعضائها و بالتالي ضرب و تقويض المنظومة الديموقراطية الناشئة ككل» .
  وأعلم أنه ونوابَ حزبه «لن  يتوانوا في تتبع كل من يحاول تشويه أعضاء و نواب حركة نداء تونس و التشويش على عملهم في مكافحة الفساد و الارهاب و عزمهم على مواصلة الإصلاحات الوطنية الكبرى».
 هذا مع العلم أن النائب الحرباوي الذي ظهر اسمه في القائمة المذكورة عبّر في تدوينة له عن رفضه القاطع لحملة الإيقافات التي طالت عددا من المهربين ورجال الأعمال متهما أجهزة الدولة بالتورط في خطف رجال أعمال دون العودة إلى السلطات التشريعية..
هذه التصريحات الخطيرة أثارت جدلا كبيرا وطرحت العديد من نقاط الاستفهام حول موقف هذا النائب الذي اتهم على خلفية تدوينته بموالاته لشفيق جراية خاصة وانه تناسى أو تجاهل ما ينص عليه الفصل الخامس من قانون الطوارئ الذي يمنح الأحقية لرئيس الحكومة بإيقاف أشخاص متورطين في تهديد الأمن القومي..
على صعيد آخر وبعيدا عن الاتهامات والأطراف المورطة فقد لاقت حملة إيقافات عصابات التهريب والفساد والتي قام رئيس الحكومة يوسف الشاهد، لاقت استحسان كل التونسيين بل ولأوّل مرة نراهم قد توحدّوا بكل أطيافهم مساندة للشاهد الذي رفض ان يكون شاهدا على خراب الوطن ودماره عسى ان يواصل في حملته ليكون شاهدا على الإطاحة بكل من خولت له نفسه المرور عبر خنادق الخيانة والمصلحة الدنيئة والخسيسة..

علي الزرمديني: خلنا أنّه سيأتي يوم لن تتحكم الدولة إلا في حيطان قصر قرطاج..

في هذا الإطار أكد العميد المتقاعد من الحرس الوطني والخبير الأمني علي الزرمديني في تصريح لأخبار الجمهورية انّ الدعم الشعبي الذي لاقاه يوسف الشاهد في مقاومة  التهريب والفساد لم يجد له مثيل في كل القرارات التي اتخذت منذ الانتفاضة إلى يومنا هذا، معتبرا انّ هذا يعدّ أفضل دليل على أن هذا التوجه الذي توخّاه يوسف الشاهد هو توجه صائب وضروري وأساسي لتركيز دولة القانون والديمقراطية التي تتطلب أيضا شرط الشفافية كجانب مهم جدا لإرسائها..
وقال الزرمديني إن «الوضع الذي وصلت له تونس اليوم من تدهور أخلاقي وسلوكي وتجاوز لكل المفاهيم والقيم والقانون يعود أساسا إلى عدم وجود يد حازمة تتصدى له دون النظر إلى الأشخاص والى الصفات حتى خلنا وانه سيأتي يوم لن تتحكم الدولة إلا في حيطان قصر قرطاج، حيث أصبح المواطن يتصور أن كل شيء مباح وممكن وان الدولة عاجزة على التصدي والوقوف للأنماط التي عشعشت وسيطرت في مجتمعنا وبالتالي لا يمكن لي إلا أن أقول ان هذا التمشي ضروري ولكن لا يجب أن يقتصر على الشيء الذي حصل فقط بل يتعداه وبمقتضى النصوص القانونية إلى الضرب على كل من تخول له نفسه التلاعب بالقانون والمس من مؤسسات الدولة وبانتهاك حرمات الناس»..
وشدّد محدّثنا على انّ محاربة الفساد هي عمل مضني وصعب ويتطلب شجاعة وسندا من كل من يريد الخير لهذا البلد كما يتطلب اجتثاثا لأسبابه ومسبباته محافظة على جانب الأمل الذي مازال قائما، معتبرا انه لو تمادى هذا الشيء دون إجراءات تدوم لسنوات أخرى فإن البلد سيكون على حفا الانهيار..
وأضاف الخبير الاستراتيجي قائلا إن «دائرة الفساد واسعة لكن الحذر واجب على اعتبار ان ليس كل ما يقال صحيح لان ما نلاحظه اليوم أن كل طرف بات يحمل قائمة وإذا سايرنا كل هذا وابتعدنا عن خطوط الفصل ومن يمسك فعليا بهذه الملفات والقرائن والأدلة التي بحوزة المصالح الامنية والقضائية دون غيرها فسنسقط في المحظور»..

الإعلامي ماهر عبد الرحمان يتوجه بهذه النصيحة الي يوسف الشاهد

من جهته وجه الإعلامي ماهر عبد الرحمان في صفحته على الفايسبوك برسالة إلى يوسف الشاهد تضمنت نصيحة مفادها بمواصلة الحرب على الفساد وإذا مورست عليه ضغوط فعليه أن يستقيل وحينها لن ينساه الشعب لأنه سيكون له مستقبل أكبر واهم.
وهذا نص الرسالة كاملة:
كلمة صغيرة إلى يوسف الشّاهد من مواطن عاديّ:
 الشروع في إيقاف رؤوس الفساد رفع من شعبيتك بصورة صاروخيّة... نسي النّاس كلّ شيء آخر، وهلّلوا بكل ترحاب حتى تشعر وكأنّه عيد وطنيّ كبير، وسيقفون معك للآخر.
من وقع إيقافهم أو من سيُوقَـفون في الساعات أو الايام القادمة ليسوا إلّا الشجرة التي تخفي الغابة. نعرف جميعا أن داء الفساد نخر الإدارة والأعمال ويتورط فيها المئات إن لم يكونوا الآلاف من الأشخاص.
لن يمكن إلقاء القبض على الجميع، لكن ما فعلته هو أمر هامّ جدّا لتجفيف المنابع وإرهاب الفاسدين الآخرين.
إنّها خطوة هامّة جدّا لإرجاع ثقة المواطنين في دولتهم والرفع من معنوياتهم وتوحيدهم من جديد في وقت تحتاج فيه البلاد بشدّة إلى تضامن كلّ مواطنيها...
لكن، حذار... ثمّ حذار من التراجع.
لقد دخلت طريقا لن تكون سهلة ابدا، سيملؤونها بالأشواك والحجارة... لكنّ الأخطر منها جدّا أن تحاول العودة إلى الوراء، أو أن يخذلك القضاء.
إذا استطاعت بعض من رؤوس الفساد تلك أن تخرج ببراءة، فتوقّع منها انتقاما شديدا وبكلّ الطرق، ستدفع كلّ البلاد ثمنه لا قدّر الله... باختصار شديد: ستنهار الدّولة هذه المرّة بأتمّ ما في الكلمة من معنى...
لذا نصيحة: إذا تمّ الضغط عليك وبشدّة من أجل براءة هؤلاء، فالاستقالة تكون أشرف، ولن ينساك الشعب عندها... سيكون لك مستقبل آخر أكبر وأهمّ»...

من هم بارونات التهريب الثمانية الذين تمت الإطاحة بهم ومصادرة كل أملاكهم؟

وللتذكير فقد أعلنت، لجنة المصادرة، الجمعة الماضية عن مصادرة أملاك الثمانية رجال الأعمال والمهربين، الذين تم إيقافهم ووضعهم تحت الإقامة الجبرية بتهمة ارتكاب جرائم فساد والمس من أمن الدولة.
وقال رئيس اللجنة، منير الفرشيشي، خلال لقاء إعلامي عقده إن قرار المصادرة الذي اتخذته اللجنة خلال اجتماعها، قد شمل كلا من ثبت انتفاعه من علاقات مع الأشخاص، التي تمت مصادرة أملاكهم بمقتضى المرسوم عدد 13 لسنة 2011 والذي شمل ممتلكات بن علي وعائلته.
وشملت عمليات المصادرة المتمثلة في تجميد أرصدة وحجز ممتلكات ومنقولات، كلا من شفيق الجراية، وياسين الشنوفي ومنجي بن رباح، وكمال بن غلام فرج، ونجيب بن اسماعيل، وعلى القريوي، ومنذر جنيح، وهلال بن مسعود بشر..
وفي ما يلي بسطة حول هوياتهم..
 
- شفيق جراية: هو رجل أعمال من مواليد 1971 أصيل ولاية صفاقس له مستوى تعليمي ابتدائي كان يعمل بائع خضار وغلال متجول  إلى أن تعرف على صهر الرئيس الأسبق عماد الطرابلسي لتجمعهما أعمال مشبوهة تمكن من خلالها شفيق جراية من تحقيق مرابيح مالية حولته من بائع متجول الى مالك للمليارات.
في ذات السياق لا يخفى على احد العلاقة الوطيدة التي تجمع شفيق جراية بعبد الحكيم بالحاج الرجل المصنّف بالخطير والمعروف ايضا بعلاقته مع تنظيم فجر  ليبيا المتطرف، بل إنّ صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية، اتهمت هذا القيادي في الجماعة الإسلامية المسلحة سابقا بانه يقود قوات تنظيم داعش في ليبيا الآن ذاكرة بأنه تلقى الدعم من قبل الولايات المتحدة بهدف الثورة المسلحة على العقيد الليبي السابق معمر القذافي.
وأشارت الصحيفة إلى أن بلحاج، كان له علاقات مع تنظيم القاعدة خلال الفترة التي دعمت الولايات المتحدة فيها شن ضربات جوية لإسقاط نظام العقيد القذافي، ورغم الشبهات الخطيرة التي حامت حول عبد الحكيم بلحاج الذي هدّد علانية بحرق تونس حيث اعتبر بأن إشعال فتيل الحرب في طرابلس سوف يمتد إلى تونس والجزائر، رغم هذه الشبهات فقد استغل شفيق جراية جريدة المساء خاصته لتلميع صورة عبد الحكيم بلحاج..
على صعيد آخر اتهم شفيق جراية في العديد من المناسبات بتمويل الاحتجاجات والاضطرابات لإثارة البلبلة وإشعال نار الفتنة بين التونسيين..
- ياسين الشنوفي: ولد في تونس يوم 19 جانفي 1970 وهو متزوج وأب لطفلين نشأ صلب عائلة متواضعة ومحافظة بأحد أحياء تونس العاصمة تحصل في سنة 1995 على الأستاذية في القانون الخاص قبل التحاقه بالديوانة التونسية كضابط سنة 1997 بعد ان تلقى تكوينا عسكريا ثم تم تعيينه بالديوانة كمتفقد مركزي سنة 1999.
بعد عشر سنوات قضاها في الديوانة بعث مشروعا في ميدان الصناعات الغذائية ثم أنشأ شركة تجارية دولية بدبي وكثف تعامله مع شركات اوروبية وشرق أوسطية..وقد غادر تونس بعد 14 جانفي 2011 نحو دبي..
ولم يعد إلا في سنة 2014 ليعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية حيث حصل على نسبة ضئيلة من الأصوات لم تمكنه من العبور الى الدور الثاني الذي انتهى بفوز الرئيس الباجي قائد السبسي على الرئيس المؤقت السابق المنصف المرزوقي..
- علي القريري: هو من كبار المهربين في القصرين من بين الذين قاموا بتجاوزات في عدد من الصفقات والمعاملات التجارية المشبوهة ما مكنهم من تحقيق ثروات طائلة، وتم ايقاف القريري على اثر قرار رئيس الحكومة يوسف الشاهد بمحاربة كل من تحوم حولهم شبهات فساد.
 - منذر جنيح: يعد من أباطرة تهريب النحاس وأفادت صحيفة الشروق انه تمكن من استغلال قرابته برجل أعمال نافذ ليتحول من بائع متجول الى ملك التهريب في سوسة وقد اختص في تهريب النحاس من الجزائر نحو القصرين وصولا إلى توزيعه عبر مسالك ولاية القيروان وصولا إلى العاصمة وقد تمكن ما بين سنتي 2008 و2009 من بعث شركة تصدير.
- نجيب بن إسماعيل: هو رجل أعمال متخصص في توريد التوابل وقد سيطر على السوق التونسية من شمالها إلى جنوبها ولديه أملاك بالبحيرة وكذلك بالإمارات المتحدة..
ووفق ما ذكره موقع تونيزي تليغراف فقد انطلقت أعمال بن إسماعيل مع الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة على ليبيا لينطلق من هناك إلى مصر وكان قد تحصل على تكريم من قبل الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي فضلا عن حصوله على وسام انجح رجل أعمال ..
 - منجي بن رباح:  هو صديق نجيب بن إسماعيل وكانا يعملان معا في بيع الغلال ووفق الشروق فإنّ منجي بن رباح يكنى بـ»منجي برويطة» أو «أمير الجم» حيث تمكن من الوصول إلى نجاة بن علي شقيقة الرئيس الأسبق عن طريق احد التجار واختص في تبييض وتهريب الأموال عبر الحدود وتحول بين سنتي 2002 و2003 من اكبر المهربين في الساحل..
 ثم بعد سنة 2007 أصبح منجي بن رباح ينشط في الآلات الكهرومنزلية والأثاث والملابس المهربة كما حاول اقتحام عالم تهريب الأدوية ولكن تصدى له آنذاك مهرب كبير مختص في هذا المجال..
 في ذات الإطار تمت الإطاحة بكل من كمال بن غلام وهلال بن مسعود اللذين تمت أيضا مصادرة كل أملاكهما وعقاراتهما بعد أن تبين اضطلاعهما في أعمال فساد..

ملف من إعداد: منارة تليجاني