رياضة حين يقول المدير العام في وزارة الرياضة لأبطال الكيك بوكسينغ : شوفوا رياضة أخرى بأقل مصروف !

كانت جهة قبلي بتاريخ الثاني والعشرين من أفريل الفارط مسرحا للقاء أبطال عالميين في رياضة الكيك بوكسينغ، وتجمع رياضيون من خمسة بلدان وهم تباعا تونس وفرنسا والمغرب ومالي والجزائر، ليسفر الاستحقاق عن تتويج تونس ببطولتين عالميتين من اهداء حنان القروي وزميلها محمد العرفاوي، فيما تحصل سيف الدين بن بلقاسم على بطولة افريقيا للاختصاص نفسه..ومع تميز الرهان الذي ضم تسع مقابلات، فان الدورة مرت في صمت اعلاميا كما لاقت تهميشا كبيرا من قبل الدوائر الرسمية ونعني بذلك على وجه الخصوص وزارة شؤون الشباب والرياضة والتي يبدو أن الحاكمة لدواليبها قد تهتم بأي أمر أخر عدا ايلاء الاعتناء المرجو بأبطال شرفوا اتونس وروجوا لصورتها على أفضل شاكلة..
وفي دردشة مع علي عبد النبي رئيس جمعية المستقبل الرياضي القلعاوي (من ولاية قبلي)، فقد أكد الأخير أنه رغم كل الجهود المبذولة من جمعيته المنضوية منذ ثماني سنوات تحت لواء الجامعة التونسية للكيك بوكسينغ وسلامة شروط انخراطها قانونيا، فانهم قوبلوا بالتهميش المادي والمعنوي جزاء عن جهود كبيرة بذلوها لاعلاء راية تونس في تحد عير مسبوق بجلب أبطال عالميين من العيار الثقيل الى قبلي تزامنا مع موعد مفصلي حساس يتمثل في أربعينية شهيد الوطن مظفر بن علي، ونجحت الجمعية في التحدي لاعطاء صورة قوامها مناخ الاستقرار في تونس، كما لم يفت محدثنا الاشادة بالدور الكبير لرجال الأمن وسهرهم على انجاح التحدي رياضيا وأمنيا وحتى خدمة السياحة في تونس في مستهل ذروة موسمها.
صعوبات بالجملة
في مقابل كل ما تم بذله لم تخف مكونات جمعية المستقبل القلعاوي بين اداريين وفنيين وأبطال، لم تخف الاستياء جراء عدم وجود أدنى اهتمام من وزارة الشباب والرياضة حيث بلغنا أن ماجدولين الشارني لم تستجب لطلب مقابلتها من قبل أعضاء لجنة التنظيم الذين التمسوا تكفل الوزارة بنصف تكاليف مصاريف التنظيم ، حيث عللت الوزيرة رفضها بعدم توفر الوقت الكافي للاصغاء الى من طالبوا مجالستها، كما علمت أخبار الجمهورية أن المدير العام للرياضة في الوزارة تلقى استدعاء شخصيا للحضور ولكنه لم يأت ولم يفسر أسبب الرفض، علاوة على انتصاب عراقيل مادية كبيرة كادت تجهض الحلم، فتكاليف الدورة بلغت ثلاثة وتسعون مليونا، مازالت الجمعية مدانة في نصفها تقريبا في معاملتها مع النزل، وفي المقابل اقتصر الدعم على بعض الرجالات الغيورة من المنطقة كما شهدت المنافسات حضور المعتمد وكذلك المندوب الجهوي للرياضة بقبلي..
تبرير غريب
الأدهى حسب ما استقينا من مصادر مطلعة أن المدير العام للرياضة باغت منظوريه من هذه الجمعية الفتية والناشطة بتبرير يددج ضمن المضحكات- المبكيات حين قال لهم حرفيا : "شوفوا رياضة أخرى تكاليفها أقل"..
أي نعم هكذا كان رد مسؤول سام في الدولة والوزارة التي تروج صباحا مساء وخاصة يوم الأحد انها في خدمة الشباب لدعمهم وصقل مواهبهم، والنأي بهم عن كل مخاطر التطرف ومشتقاته، ويبدو أن هذا المسؤول تناسى أن للجمعية دور ريادي في الاحاطة بعشرات الشبان في منطقة حدودية تحيط بها العراقيل والهواجس من كل جانب وتبقى الرياضة بمفردها متنفسا لهم وحاميا من آفة الارهاب..كما نلفت نظر المسؤولين في الوزارة الى وجود ضيم كبير يتسم به شعور أبطال كالقروي والعرفاوي وبن بلقاسم ازاء تهميش و"حقرة" طالتهم وعدم استقبالهم وتكريمهم من قبل مختلف السلط في البلاد، مقابل حظوة خاصة لرياضيين أخرين لم يحققوا نصف انجازاتهم..والكلام لأبطال الكيك بوكسينغ في ملحمة قبلي..
وفي نفس الاطار توجهت هيئة الجمعية بطلب مستعجل الى سلطة الاشراف قصد التدخل بادماج الأبطال الثلاثة المتوجين مهنيا بصفة منشط رياضي كأضعف الايمان اعترافا من هياكل الدولة بانجازاتهم، وكذلك ارساء العدل الرياضي بين الجهات بدعم تربصات هؤلاء الأبطال قبل الاستحقاقات القادمة رغم انها لا تتكلف حسابيا الا النزر القليل على خزينة الدولة مقارنة بالمليارات المخصصة لما يسمى ب"رياضيي النخبة" ممن صنعتهم البروباغندا وغابت ألقابهم، ولكنهم انتفعوا بعشرات الملايين لكل منهم، مؤكدين أن بحوزتهم كل القرائن والدلالات العلمية والرياضية على بون شاسع في السجلات والألقاب وقيمة الرهان..غير أن السند والدعم يختلفان بدرجات وأرقام فلكية جراء التهميش وعدم الاهتمام..فهل ينفض الغبار عن معاناة هؤلاء الأبطال ممن أعطوا الكثير لتونس ولم يجنوا ولو القليل..؟؟
طارق العصادي