الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية أعدم ولا أثر لرفاته: من هو المقاوم محمد قرفة مُروع مخبري فرنسا؟

نشر في  20 مارس 2017  (20:32)

روايات عديدة تعلقت بمكان دفن أحد القادة المقاومين من معتمدية بني خداش من ولاية المدنين وهو المقاوم محمد بن مبروك قرفة.

في الذكرى 61 من استقلال تونس، تسلط الجمهورية الضوء على المقاوم وأحد الفلاقة محمد قرفة الذي أعدم في منتصف اوت 1957 والأقرب أن يكون مدفونا كما أكد الباحث بالدكتوراه سنة ثانية بجامعة سوسة فيصل جميل بسبخة السيجومي رفقة 7 اخرين من المقاومين.

من هو محمد بن مبروك قرفة؟

ولد المقاوم محمد قرفة بمنطقة وادي الخيل بمعتمدية بني خداش الجبلية من ولاية مدنين سنة 1910 تقريبا، امتهن تهريب البضائع قبل أن يصبح مهرب أسلحة للمقاومين. كان قرفة كما روى جميل قائد عمليات اسناد المقاومين بالأسلحة المهربة من ليبيا والمكلف بالاتصال مع خلايا المقاومة والسياسيين.

يقول الباحث فيصل جميل:" اعتمد قرفة على احترافه التهريب ليتولى مهمة تهريب الأسلحة التي كانت توجه مباشرة الى المقاومين بالجبال لاستعمالها في حربهم ضد فرنسا، كان نشاطه خلال الفترة الممتدة بين 1952 و1954 في السر قبل ان يكشف أمره".

كيف التحق القائد قرفة بالمقاومة؟

في بداية سنة 1953، تولى قرفة مهمة ثالثة الى جانب الاتصال وتهريب الأسلحة وهي مهمة ترويع المخبرين المتعاونين مع فرنسا انذاك حيث قام عدد من الشيوخ بالوشاية بالمقاومين والاخبار عن تحركاتهم وكان قرفة يقوم بترويعهم لثنيهم عن التعاون مع الجيش الفرنسي. وبوفاة أحد الشيوخ جراء ربما المبالغة في العملية كما قال ضيفنا، شنت فرنسا حملات تمشيط كبيرة الى أن كشفت أن قرفة هو قائد عمليات الترويع، وهنا أعلن هذا الأخير رسميا انضمامه للمقاومة.

وأضاف الباحث جميل أن قرفة كان يقود فرقة تضم بين 15 و20 مقاوما وخاض عديد المعارك منها معركة الاستقلال وأيضا معركة ما يسمى عند المقاومين بالثورة الثانية وفيها التحق بجيش التحرير الوطني التونسي مع صالح بن يوسف في نوفمبر 1956 للمطالبة بالاستقلال التام رافضا بذلك الاكتفاء بالاستقلال الداخلي.

أسندت للمقاوم قرفة قيادة فرقة ورغمة بالجنوب الشرقي، وهي من أكبر الفرق المتكونة من 700 مقاوم وذلك لقدرته على القيادة وشجاعته في ميدان الحروب ومنها تحول الى الجزائر للحرب بعد تسليم سلاحه رفقة 150 مقاوما لوالي قابس في 23 جويلية 1956 مقابل منحه الامان.

بطاقة الأمان التي منحت لقرفة المتهم بالتآمر والانشقاق والالتحاق بجيش صالح بن يوسف لم تشفع له، اذ بعودته الى تونس قبض عليه بعد نصب كمين محكم وأصدر في حقه قرار بالاعدام في 31 جويلية 1957 نفذ في منتصف أوت من العام نفسه رفقة 7 آخرين.

مضى على اعدام محمد قرفة 60 سنة والى اليوم لا تعرف عائلته مكان دفنه وفق محدثنا الذي أشار في ختام حديثه: "يرجح أن يكون الدفن بسبخة السيجومي نقلا عن حارس السجن الذي أكد أن الدفن كان جماعيا، حيث تم اللجوء الى آلة حفر والقاء الجثامين في حفرة اغلقت باحكام لطمس كل معالم الجريمة."

نعيمة خليصة