قضايا و حوادث هذه كل التفاصيل حول الصواريخ الحرارية التي تم العثور عليها ببن قردان
تعتبر الصواريخ الحرارية التي عثر عليها الجمعة الفارطة مطمورة تحت الأرض على بعد 15 كلم من مدينة بن قردان من الصواريخ الخطيرة التي تعمل بصفة ذاتية وهي مرتبطة بالأشعة تحت الحمراء الصادرة عن الأهداف المراد إصابتها.
ويوجد في مقدمة الصواريخ الحرارية باحث حراري متمثل في مجموعة تجهيزات تقوم بالتقاط الأشعة تحت الحمراء التي يصدرها الهدف وتحليلها وتحويلها إلى إشارات تتحكم بالصاروخ ليتوجه مباشرة للهدف.
ويتفق خبراء الميادين الحربية على أن الصاروخ الحراري أو كما يسمونه بـ"أطلق وانس" يختلف كثيرا عن باقي أنواع الصواريخ الحربية التي تحتاج إلى توجيه متواصل من الرامي، أما الصاروخ الحراري وبعد رميه فإنه يحدد بنفسه المسار ويصحح ذلك آليا وهو في الهواء إذا ما إبتعد الهدف عن طريقه.
هل استخدمت الصواريخ الحربية في الجنوب التونسي سابقا؟
وأفادت مصادر مختلفة لموقع الجمهورية أنها المرة الثانية التي يعثر فيها الجهاز الأمني على الصواريخ الحرارية بولاية مدنين وكانت أول مرة داخل مستودع وسط مدينة مدنين (أول مخزن للأسلحة المكشوفة سنة 2013).
ودعت القيادات الأمنية والعسكرية في تلك الفترة كل منظوريها إلى توخي الحذر والتحضير جيدا لمنع الصاروخ الحراري من إصابة هدفه وذلك بإستعمال تقنيات مضادة تشوش على الصاروخ وجهته وتجبره على التوجه إلى مصدر اخر أكثر حرارة.
وحسب المعطيات المتوفرة، فقد تم الإستعداد جيدا سنة 2014 لمقاومة هذا السلاح المراد أن يستهدف مطار جربة جرجيس الدولي، وهي المرة الأولى التي يقع فيها إحتساب هذا النوع من الاسلحة ضمن برامج التأهب والإستعداد.
واضافت مصادر متطابقة أن عملية البحث عن مخزن الصواريخ الحرارية إنطلقت منذ أحداث مارس 2016 بعد إعترافات بعض الإرهابيين المقبوض عليهم المؤكدة تواجد هذا النوع من السلاح في أراضي بن قردان دون أن يتم تحديد الأماكن التي اشرفت على تحديدها قيادات إرهابية في ليبيا وأخرى قتلت في بن قردان في ذلك اشهر.
يذكر أن الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب بالعاصمة تونس كشفت صباح الجمعة 28 من الشهر الحالي عن مخزن للاسلحة تحت الأرض بمنطقة "مصرف" خلف ما يعرف بمنازل القذافي وفيه 14 صاروخا حراريا وذلك بناء على التحريات والابحاث المتواصلة مع عناصر إرهابية مقبوض عليها لدى المصالح المختصة.
كيف يختار العدو مخبأ الاسلحة؟
إعتبرت مصادرنا أن عملية تخبئة الاسلحة ببن قردان كانت تخضع لدراسة معمقة لكل منطقة على حدة ليتم على ضوء ذلك تحديد الأماكن المستهدفة لتخبئتها.
وأثبتت العمليات الأمنية الإستباقية المنفذة بالجهة عن وجود تقارب كبير في أماكن المخازن من حيث الشكل والمساحة وحتى المسافة الفاصلة بين المخزن والآخر.
هذه الطريقة المعتمدة وضعتها قيادات إرهابية كانت توجه خلاياها عن بعد إما عبر المواقع الإجتماعية أو عبر شفرات هاتفية ليبية أو تونسية يتم التفريط فيها بمبالغ مالية هامة حتى تنجح إثر ذلك في إستخراج الاسلحة وإستعمالها في هجماتها وفق المعلومات التي تحصلنا والتي تؤكد أن الإرهابيين في أحداث 7 مارس لم يتمكنوا من إستعمالها بعد السيطرة الأمنية والعسكرية على المدينة.
نعيمة خليصة