الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة أريد أن أغض الطرف... بقلم رضا تليلي

نشر في  02 جويلية 2016  (11:19)

© صورة ونص:رضا تليلي (أياكان)

 أريد أن أغض الطرف

رددت طويلا مقولة: الثورة يجني ثمارها الجبناء.. الآن بعد كل هذه السنوات دعنا نصارح بعضنا البعض، الناس لا يجدون ثمن رغيف الخبز. رأيت رجلا كان يجوب الشوارع، بحثا عن دكان يبيعه الزيت الحكومي الرخيص، كان يحمل في يده اليمنى قارورة بلاستيكية وفي اليسرى بعض الملاليم. ستقول أن هذه أمور تحدث، أن تطهو طعامك بلازيت.. ستقول أن هذه أمور تحدث أن تنتظر طويلا ليحدث التغيير.. من يصدق هذا الآن: كان علينا أن نقف في طوابير طويلة لننتخب أعدائنا، لاأحد من الذين أعطيناهم أصواتنا يتذكر أصابعنا الزرقاء. كان لابد من آلاف الأصابع لحمل المقعد لمؤخرة السياسي.

شاحنة مليئة بالأصوات

سواءا كنت تملك عينان من فضة، أو فم من ذهب، وحتى إن عشت لألف عام أخرى، في النهاية سيمر الفقراء بجانب قبرك ويبصقون على ضريحك. أنت لا تفهم أن الجميع يربي الحقد في هذا العصر. دعني أخبرك بأمر: كل هذه الأصوات التي حصلت عليها، ماذا فعلت بها؟ أضفت إليها الماء لتبيعها بثمن أغلى؟ هذه الأصوات المتحشرجة ستلاحقك إلى الأبد، حتى بعد موتك وأنت تنتظر القيامة – إن وجدت- لن تدعك هذه الأصوات تنام. وإلى أن تأتي القيامة ستظل عيناك مفتوحتان في القبر.

لاشيء لديك عندي

  ـ لنفترق. دعني وشأني

ـ إنتظري حتى أموت، لتحضني الجلاد القديم

ـ لاشيء لديك عندي

ـ النخل في الجزيرة، سيعطي ثماره قريبا

ـ أحلامك ليست أكثر من حقل ألغام. لاأحد ينتظرك في خط الوصول، سوى ظلك

ـ سنرى

ـ دعك من التحاليل الإيديولوجية، ألا ترى كيف صار الجهل مقدس، السارق يعطي دروسا في النزاهة

ـ المزيد من الوقت. إمنحيني المزيد من الوقت٬ سيثمر النخل في الجزيرة

 النقاش بين الرجل الثائر وعصفور البيدر لا ينتهي

 ماذا لو كانت الحياة غير منصفة معهم

هناك الآلاف من الناس يحلمون بالهجرة، هناك الآلاف  من الناس يحلمون بالإلتحاق بجبهات القتال. الآلاف الذين غادروا البلاد نحو أروربا يحسدهم الآلاف الذين بقوا هنا، يحسدونهم على الغرف الضيقة التي يعيشون فيها.  الذين يبحثون عن وطن بقوا هنا، والذين يبحثون عن الحرية ذهبوا إلى هناك. هذا ليس حقيقة، إنه مجرد تحليل سطحي لقتل الوقت، هناك أمر أكثر غرابة: كل الذين غادروا ما أن وصلوا هناك حتى بدؤوا في العويل والحنين، كل يوم يطلون عليك بحزمة من الوطنية البائسة.