الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث القصرين: رحلة أب يبحث عن ابنه منذ 14 سنة!

نشر في  26 فيفري 2014  (10:48)

التقيته في احدى الشوارع الرئيسية لتونس العاصمة، كان شاحب الوجه منهك الجسد وهو الذي التحف السماء واحتضن الأرض لينام بين الأضرحة بمقبرة الجلاز بعد رحلة متعبة قادته من مدينة القصرين الى العاصمة بحثا عن بصيص من الضياء بعد أن خيّم الظلام على محيط حياته منذ ما يزيد عن عقد من العمر قضاها بحثا عن فلذة كبده الذي اختفى ذات ليلة من سنة 2000 بمدينة صفاقس ولم يعثر عليه الى حدّ الآن..
وبرغم من هول المأساة التي ارتسمت ملامحها على وجه كسته التجاعيد فإنّه بقي يلاحق الأمل رغم  الألم لعلّ اشراقة اليوم الجديد تأتي بالخبر السعيد...

..ظروف غامضة

عادت الذاكرة بمختار النجاحي الى يوم 6 نوفمبر 2000 يومها كان ابنه وليد ذو 19 ربيعا يعمل صحبة خاله في حضيرة بناء بطريق المطار بصفاقس.. كانت الساعة تشير الى السادسة مساء عندما انتهى وليد من العمل وبقي ينتظر الحافلة التي تغادر صفاقس عند الساعة العاشرة ليلا لتقلّه الى طريق الحاجب أين يقطن مع خاله، مرت الساعة الأولى والثانية.. بعد العاشرة ليلا ولم يعد وليد فاتصل خاله بمركز الشرطة وأعلم عن غيابه كما زار المستشفيات ولم يعثر له على أثر مما ساهم في زيادة مخاوفه...

رحلة البحث...

«علمت يوم 7 نوفمبر 2000 باختفاء ابني فتوجّهت مباشرة الى صفاقس وتقدمت بشكوى لدى اقليم الحرس الوطني وصدرت برقية تفتيش في شأنه والى حدّ اليوم لم أتلق اي اجابة مقنعة».. هكذا قال الأب مختار، ليضيف:«يوم 19 نوفمبر توجهت الى وكيل الجمهورية بمحكمة صفاقس حيث عرضوا عليّ هيكلا عظميا وعلمت انهم وجدوه بطريق المطار ونسبوه الى ابني فاستغربت للأمر وتساءلت كيف بعد 13 يوما فقط يصبح جسد ابني على تلك الشاكلة وتمسكت باجراء التحليل الجيني»...

نتائج متضاربة

أجري التحليل الأول والثاني حسب تأكيد الأب مختار وكانت النتائج متضاربة وغير مقنعة  ولم يقع تمكينه من اذن بالدّفن ممّا زاد في شكوكه واستغرابه، لذلك فهو يطالب باخراج الهيكل العظمي الذي يجهل حتى مكان دفنه واعادة التحليل الجيني حتى تتبدّد شكوكه ويعرف كل الحقيقة.. وهو مازال يبحث عن ابنه رغم طول الغياب...
لا مضمون ولادة ولا مضمون وفاة
وفي هذا الصّدد قصد الأب مختار مصالح الحالة المدنية ببلدية فوسانة لاستخراج مضمون ولادة لابنه فلم يكن له أيّ أثر بدفاتر الحالة المدنية رغم انّه هو من قام بتسجيل اسمه هناك حين ولد ولمّا طلب استخراج مضمون وفاة لقي نفس المصير ولم يعثر عليه مسجّلا بدفتر الوفايات ويؤكّد الأب انّ لابنه  بطاقة تعريف وطنية سُحبت منه من قبل المصالح الأمنية وهو ما يزيد الغموض من  الذي يكتنف فصول هذه الحادثة الغريبة فالابن مفقود بعد 19 سنة من ولادته وليس مسجّلا لا في دفتر الولادات ولا الوفايات.
فأين هو الآن ومن يميط اللثام عن الحقيقة التي ستنير الظلام المحيط بهذه العائلة المنكوبة في ابنها.

خميس اليزيدي