ثقافة محطات هامة من مسيرة الفنانة الشعبية الراحلة فاطمة بوساحة

عن عمر ناهز الـ74 سنة، توفيت صباح أمس الثلاثاء 27 أكتوبر 2015، الفنانة الشعبية فاطمة بوساحة في منزلها بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وذلك وفق ما أكده مدير أعمالها عبد الجبار علام في اتصال خصّنا به.
وفي هذا الإطار ارتأت أخبار الجمهورية رصد نبذات من صفحات حياة المرحومة فاطمة بوساحة ملكة الفن الشعبي أو نجمته كما يحلو للبعض تسميتها، فكانت هذه المحطات:
- الاسم: فاطمة بوساحة
ـ أصيلة ولاية زغوان
ـ ولدت في 21 جانفي سن 1942
ـ اشتهرت بأداء الفن الشعبي
ـ تزوّجت مرة أولى بالشيخ صواف وانقطعت عن الغناء ثم تزوجت مرّة ثانية بالنفان عبد القادر بالواعر
ـ عند وصولها الى تونس، استقرّت بجهة الملاسين وذاع صيتها بعد صعودها على الركح مع عدة فرق موسيقيّة على غرار فرقة اسماعيل الحطاب والزين الماجري
- شجعها عبد القادر الجلاصي على مغادرة زغوان والاستقرار بتونس
ـ كان لحسن أداء فاطمة بوساحة للنمط الصالحي أشدّ تأثير على عدّة فنانين
ـ شاركت في عرض النوبة للفاضل الجزيري وسمير العقربي (الذي احتفى بالفن الشعبي التونسي) باقتراح من الزين الماجري وكاذن ذلك سنة 1992.
ـ قدمت عروض فنّية عديدة في عدة دول على غرار ألمانيا وكندا وفرنسا وليبيا ومن أشهر أغاني فاطمة بوساحة «عشيباني وسع» التي مكنتها من شهرة واسعة و«عم الشيفور» و«الربة» و«يا كرهبة كمال» و«وين يبيعو فيك» و«سوق ودلالة» و«جزار الحومة» .
ـ تعاملت مع شركة فوني وأفريكا كاسات وقد كتب الشاعر الغنائي عبد الجبار علام أغلب أغانيها بينما لحّن لها زوجها عبد القادر بلواعر عدد من أغانيها ولحّن لها مصطفى الدلاجي كذلك عددا من الأغاني على غرار «الربة».
"أنا ابنة الشعب ولست فيلسوفة.."
وإذ تميّزت الفنانة المرحومة بخفة روحها ورحابة صدرها وعفويتها الصادقة دون تنميق أو تزييف، فإنها عكست هذا الجانب عبر تصريحاتها التي أدلت بها في حوار سابق أجرته مع جريدتنا أخبار الجمهورية والذي تحدثت فيه عن فنّها قائلة إنها فنانة شعبية وكلمات أغانيها شعبية دون فلسفة أو تنميق كما أنها لم تدّعي يوما أنها فيلسوفة وفق تعبيرها..
وتابعت تصريحها في ذات الحوار مضيفة: " أنا مطربة شعبية ومن يتهمني بأن كلمات أغاني هابطة هم من يزعجهم نجاح فاطمة بوساحة.. لكنني أظل ابنة الشعب الذي يحبّني وأسعى لأشاركه أفراحه ومسراته.. وعموما فإن المزود هو فن شعبي أي اننا نغني فيه باللهجة التي يتكلم بها الناس في حياتهم العادية.."
وحول سؤالها عن معاني كلمات إحدى أغنياتها تحت عنوان "وينو يبيعو فيه"، أجابت بوساحة أنها تغني عن معانيّ الحب الذي كاد يتلاشى في زحمة حياتنا اليومية كحب الام والاخ والحبيبة.. مجددة قولها أنها لم تتدعي يوما الفلسفة بل هي فقط فنانة شعبية تخاطب الجمهور بما يفهمه ويتكلمه قصد إدخاله في جوّ من الفرح والبهجة مشيرة إلى أنها ليست مطالبة بأن تغني كلاما لا يمس الشريحة التي تتوجه إليها بأغانيها..
وتساءلت فاطمة بوساحة في ذات حوارها عن سبب لوم بعض الأطراف لها بسبب غنائها اللهجة الشعبية التونسية وغضّ النظر عن لوم الفنانين الذين يغنون باللهجة المصرية أو الخليجية.. رحم الله الفقيدة ورزق أهلها وذويها جميل الصبر والسلوان.