الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة صالح الماجري مباشرة من مدريد: هدّدوني أنا وشقيقتي بسبب رحلة تل أبيب..وبعض التونسيين "اسرائيليون" أكثر من الاسرائليين

نشر في  19 فيفري 2014  (10:38)

أطمح للّعب في «NBA» وأريد دوري أبطال أوروبا..
رئيس ريال مدريد لا يميّز بيننا وبين نجوم كرة القدم.. وهذا ما جعل «كريستيانو رونالدو» الأفضل في العالم

يؤلمني أن يتجاهل الاعلام التونسي نجاحات اليد والسلة..و"يؤلّه" الفاشلين في كرة القدم


حين خرج لاعب كرة السلّة الدولي صالح الماجري منذ نحو ثلاث سنوات من النجم الساحلي الى نادي «ديامون غيانتس» البلجيكي للاحتراف هنالك، لم يعن الأمر كثيرا للجماهير الرياضية بتونس والتي لم تكن تولي اهتماما لغير محترفي كرة القدم، غير أن الماجري قلب المعطيات بسرعة فائقة وغيّر من منهج التعامل وذلك بتوقيعه «لأوبرودادو» الاسباني ومنه الى ريال مدريد ليصبح نجما في أحد أبرز أندية القارة الأوروبية في لعبة العمالقة... الماجري وعلاوة على نجاحه الكروي، فقد افتك حيّزا كبيرا من الاهتمام مؤخرا بعد تصريحه الذي قال فيه انه مستعد للتحوّل مع فريقه ريال مدريد الى اسرائيل مواجهة «مكابي تل أبيب» من الكيان المحتل، وهذا ما أثار لغطا كبيرا عن نوايا ودوافع اللاعب من الموافقة عما سميّ بـ «التطبيع الرياضي»... عن هذا المأزق وغيره من الملفات المثيرة في حياة النجم التونسي في قلعة الريال... تحدّث صالح الماجري لأخبار الجمهورية بلا روتوشات ولا أقنعة في هذا الحوار، فتابعونا:
في البداية نبارك لك تتويجك بكأس اسبانيا مع ريال مدريد وندعوك الى كشف طموحاتك مع الفريق الملكي لجمهورك في تونس؟
شكرا لكم وأتمنّى حقيقة أن أكون مثّلت كرة السلة التونسية على أفضل شاكلة، هنا في مدريد طوينا صفحة الكأس وبات اهتمامنا موجّها بالخصوص الى «اليوروليغ» التي غابت عن الريال لمدة ثلاثة عقود تقريبا رغم أنه توّج بها في ثماني مناسبات سابقا.. وأتمنى أن يكون انضمامي الى الريال طالع خير في هذا الموسم لضمان اللقب.
حسنا، تحدثت عن «اليوروليغ» كهدف مستعجل، ونريد معرفة نواياك على المدى المتوسط والبعيد، هل سنشاهدك مثلا في دوري المحترفين الأمريكي؟
طبعا، من منا لا يتمنّى ذلك؟ أنا أعمل وأسعى وفخور بما بلغته مع ريال مدريد ولكن سنّة الحياة والرغبة في بلوغ الأفضل تجعلني أبذل كل ما في وسعي للاحتراف في (nba) ولعلمك فقد أجريت اختبارا مع فريق هنالك قبل الالعاب الأولمبية بلندن منذ سنتين، وتقدّم لي هذا النادي الامريكي بعرض ومنح لي مهلة لتقرير المصير، غير أنني خيّرت حينها المشاركة مع المنتخب في الألعاب الأولمبية ومنه انتقلت الى «أوبرادودو» بنصيحة من وكيل أعمالي الذي رأى أن العرض لا يتماشى مع حقيقة امكاناتي.. لست نادما وان شاء الله ستأتي الفرصة لاحقا..
تونسي في ريال مدريد.. يبدو أننا لم نستوعب الفكرة والدليل ان «اسمك مغيّب» أو بالكاد عن وسائل الاعلام كما هو شأن رياضيين تونسيين متألقين في رياضات أخرى غير كرة القدم..ما تعليقك؟
والله هذا الأمر يزعجني صراحة، ودعني أتحدّث من منطلق تجربتي الشخصية، فأنا أعتبر أن بلوغ مرحلة كالانضمام الى ريال مدريد ليس بالأمر الهين ولا يحدث كلّ يوم لأي كان ومع ذلك أتذكر أنه لم يتصل بي سوى ثلاثة أو أربعة صحفيين على أقصى تقدير..وهذا يحزّ فى النفس كثيرا... في تونس ورغم أن النجاحات تأتي من اليد والسلة خصوصا الا أن التهميش الاعلامي متواصل والتبجيل يتّجه نحو كرة القدم، وحتى لا أتّهم بالتجنّي أتذكّر مثلا انه في بطولة افريقيا 2009 التي جرت في ليبيا لم يرافقنا أي صحفي رغم أنه بالامكان بلوغ ليبيا «على الساقين» انطلاقا من جنوب تونس... وفي ذات السياق رافق عشرات الصحفيين منتخب كرة القدم الى مدغشقر..هي على أية حال مجرّد عقلية ونتمنى أن تتغير تدريجيا حتى يلقى كل حظه وجزاء مجهوده وأن ينتهي هذا التقديس والتأليه المبالغ فيه للـ «فوت»...
بعيدا عن التظلّم، كيف يرى زملائك في الريال تجربة لاعب تونسي وماذا عرفوا عن بلادنا بواسطة صالح الماجري؟
بكل تواضع أقول ان جميعهم مسرور ومنبهر بما بلغته السلة التونسية رغم الفشل النسبي في المشاركة الافريقية الأخيرة... هناك اهتمام مزدوج بتونس رياضيا وسياسيا، ودعني أعترف بأني شجعت بعض رفاقي في الفريق للقدوم الى تونس للسياحة مؤخرا حيث فيهم من زار جربة والحمامات وأعجبوا بنمط العيش في تونس...
علاوة عن التتويج، فان أسهم صالح الماجري بلغت السماء بعد تصريح بارز أعرب فيه عن استعداده للتحوّل الى اسرائيل للعب مع الريال هنالك... هل مازلت ثابتا على موقفك؟
طبعا وما العيب في ذلك؟ أجيبك بأن الكثيرين اعتبروه تطبيعا رياضيا مع كيان اجرامي يسفك الدماء ويغتصب الأراضي العربية؟
صراحة لا أجيد السياسة ولا صلة لي بالخطب الرنانة والشعبوية، أنا كصالح الماجري لاعب محترف في ريال مدريد لي واجبات والتزامات مطالب باحترامها ومادمت أرتدي قميص الفريق فسأدافع عنه أينما حلّ... لو كان الأمر بيدي لن أتحوّل الى اسرائيل.. ولكن سفرة 27 مارس لن تكون لا للتطبيع ولا للسياحة بل للعمل، ثم انها لا صلة لها بالسياسة حتى يجعل منها البعض قضيّة رأي عام...
لكن هناك من يصرّ على القول ان الماجري مجبر على الموافقة طالما أن رأس المال في ريال مدريد «يهودي» بالأساس وهذا ما قد يجعلك في مأزق؟
لا، رجاء لا دخل لي في هذه التفاصيل، علاقتنا المباشرة هي مع «فلورنتينو بيريز» رئيس النادي الذي يحلّ بيننا قبل كل مقابلة ويلتقي بنا أيضا في اجتماع للتقييم بعدها.. ولا دخل لنا في متاهات التمويل وما شابهها...
هذا يعني أنك ثابت على موقفك في زيارة اسرائيل على الرغم مما يقترفه جيشها في حق الشعوب العربية وأوّلها فلسطين؟
«شوف فلسطين في قلوبنا وليست مجرّد كلام».. ولكن الثوريين ممّن باتوا يتاجرون بقضيّتها في كل مناسبة أقول لهم بكل صراحة انه لدينا في تونس من هم «اسرائيليون» في تصرفاتهم ومخطّطاتهم القذرة أكثر من الاسرائيليين ذاتهم..فهل من العادي أن يقتل البعض أبناء بلدهم ويفجّرونهم أشلاء ويذبحونهم وييتّمون أطفالهم؟.. أليسوا مصاصي دماء أكثر من اسرائيل التي جعلوها ايتيكات ملتصقة بكل رياضي تحوّل مع فريقه في ظرف ما للعب؟
لكن يبدو أنك لم تتابع ما جرى لوزيرة السياحة آمال كربول التي تمّ النبش في ماضيها لاسترجاع شريط زيارتها الأراضي الاسرائيلية، ألا تخشى وقوع ذات السيناريو لك؟
نعم سمعت ببعض التفاصيل عن الملف حتى وان كنت غير ملمّ به.. ولكن أعترف بأني لست من المولعين بالنشاط السياسي وليست لي طموحات في الوزارة حتى أربط مصيري فيها بزيارة اسرائيل من عدمها...
يبدو أن الأمر لا يزعجك بتاتا؟
لا، موقفي واضح، فأنا أؤدي واجبا مهنيا بحتا مع ريال مدريد، ولكنها فرصة لأعترف عبر أعمدة أخبار الجمهورية بأني تلقيت وابلا كبيرا من الشتائم والتهديدات عبر الفايسبوك بإلحاق الأذى بي وبشقيقتي وأفراد أسرتي ان أصررت على التحوّل فعلا الى مواجهة «مكابي تل أبيب»...
وهل تعاملت مع التهديدات على محمل الجد وتنوي مقاضاة أصحابها؟
رغم أن الهويّات والرسائل موثّقة لديّ، فانني لن أعيرهم اهتماما، فسيرتي نقية و»ربي يعلم بلّي في القلوب»...
برأيك ما الذي دفع بنا الى مثل هذا الاحتقان وحالة الفراغ والارتباك؟
والله لست مغرما بالسياسة ولكني أتأسّف لحال الشعب وخصوصا الطبقة الكادحة.. لا أعترف بالأحزاب ولا أستحضر أحدا منهم بسبب تشابه الخطب والغايات ولكني أصطفّ فقط الى جانب الشعب.. هو فقط من يهمّني وأتمنى له السعادة والتوفيق.
نعود بك الى الرياضة، وأنتم في فريق السلّة، ألا تشعرون بانحياز إدارة بيريز الى نجوم كرة القدم في مدريد؟
لا بتاتا، فرع كرة السلة «فريق داخل الفريق» في مدريد..لنا جمهورنا وقاعدتنا، و«بيريز» كما ذكرت آنفا يرافقنا في حلّنا وترحالنا، الرئيس سبقنا مثلا الى قاعة «مالقا» قبل نهائي الكأس ضدّ برشلونة وهو يحرص على جمعنا مع نجوم كرة القدم في الاحتفالات، ولذلك فإنه لا فرق بيننا وبين جماعة كرة القدم...
هنالك الاحتراف يحضر وليست مجرّد انفعالات عاطفية أو رضوخا للأهواء.
هنا يقفز اسم «كريستيانو رونالدو» الى سطح الاحداث، كيف ترى مسيرة أفضل لاعب في العالم على مرمى أمتار بجانبك.. ما السرّ والوصفة في ذلك؟
قد أفاجئك بالقول ان «كريستيانو» وبقية لاعبي كرة القدم ووفق ما نشاهدهم قربنا احيانا فإنهم متواضعون إلى حدّ كبير وهذا سرّ نجاحهم، فهم أحيانا يخيّل لك أنهم مبتدئون في اللعبة، بصراحة ليس هناك أي سرّ سوى العمل والاصرار..«كريستيانو» دائما يقول لرفاقه انه يريد أن يخلّده التاريخ كأفضل لاعب كرة قدم في الكون وهو ما يجعله دائما في حالة استنفار وتدرب مع الفريق ثم مع معده البدني الخاص لاحقا... والاجازة الصيفية ليست طويلة في قاموسه وفق ما أرى مقارنة بما ننتهجه نحن حتى وان كانت الراحة مطلوبة ومحبذة غير أن «رونالدو» وبقية المجموعة يخوضون نسقا فوق الوصف سرّ النجاح فيه أولا وأخيرا هي العقلية ...
ختاما، وقبل أن نمضي، نترك لك المجال لانهاء الحوار؟
اشكر لكم استضافتكم وأعد الجميع في تونس بأن أواصل ان شاء الله تشريف السلّة التونسية وأتمنّى النجاح والسعادة للشعب التونسي وعلى وجه الخصوص أفراد عائلتي وكذلك فريقي النجم الساحلي.

حاوره: طارق العصادي