أخبار وطنية الهاشمي الحامدي (رئيس حزب تيّار المحبّة): نحن ضدّ تقسيم التونسيين الى اسلاميين وعلمانيين ونرفض افتعال حرب على النّقاب
أقباط مصر وافقوا على الإسلام مصدرا للتشريع، فلم الخوف منه؟
علينا أن نختار ممثلينا بالانتخاب.. لا بالانقلاب
بعد ان سخّر قناته لشحن التونسيين على رفض الدستور باعتباره لم يعتمد الشريعة الاسلاميّة مصدرا للتشريع كما رفض نواب حزبه تيار المحبّة من التصويت على الدستور، استضفنا الهاشمي الحامدي رئيس حزب تيار المحبّة ليكشف لنا أسباب تحوّله من مدافع عن الديمقراطية والحداثة الى مدافع عن الشريعة ومستميت في ان تكون مصدرا للتشريع في الدستور وأسئلة أخرى أجاب عنها في الحوار التالي...
البعض من الرأي العام فوجئ بدفاعك المستميت عن الشريعة وتضمينها في الدستور واعتبروا ذلك ورقة انتخابية تريد الاستفادة منها في الانتخابات القادمة وهي أيضا مناورة لكسب تعاطف السلفيين والاستفادة منهم في الانتخابات القادمة؟
ـ أنا دعوت جميع النواب للموافقة على اعتماد الإسلام مصدرا أساسيا للتشريع. هذا أمر طبيعي جدا في دولة دينها الإسلام، وشعبها يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم أسوته وقدوته الأولى، ويحتفل بمولده، ويعبر عن حب عميق له نتوارثه جيلا بعد جيل. الإسلام في تونس سابق للتيار السلفي بقرون.
دستور مصر مثلا في عهد مبارك وعهد مرسي وعهد السيسي ينص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المرجع الأساسي للتشريع، وحظي ذلك بموافقة الزعيم الروحي للمصريين الأقباط وتأييده.
لو ذهبت أنت كصحفي إلى الشارع التونسي وسألت المحتفلين بالمولد النبوي الشريف: هل توافقون على أن يكون هدي المصطفى ے مرجعا أساسيا في الدستور، لقالت الغالبية الكبرى منهم نعم.
نواب تيار المحبة أرادوا من المجلس التأسيسي أن يعبر عن هذه الرغبة الشعبية غير أن مطلبهم رفض للأسف الشديد.
نواب تيار المحبة موجودون في المجلس التاسيسي للتعبير عن توجهات ناخبيهم، وعن توجهات الشعب بصفة عامة. وتلك هي قراءتنا لتوجهات التونسيين والتونسيات في مسألة اعتماد الإسلام مصدرا للتشريع، قد دافعنا عنها لأسباب مبدئية وليس لأية مصالح حزبية أو انتخابية.
هل هي محاولة لسحب البساط من تحت حركة النهضة؟
ـ لا نريد سحب البساط من تحت احد. كل التونسيين إخوة وعائلة واحدة موسعة. مسألة اعتماد الإسلام مصدرا للتشريع تهم جميع التونسيين من اليسار واليمين. ونحن سنواصل العمل من أجلها، وسنتحاور في شأنها مع بقية القوى السياسية جميعا.
كنت مدافعا شرسا عن الديمقراطية والحداثة لتنقلب رأسا على عقب وتتحول إلى مدافع عن التيار السلفي ما تعليقك؟
ـ لم أنقلب ولم أتغير. من جهة أخرى أرى أن سؤالك يبدو كريما جدا وسخيا مع التيار السلفي ويريد أن يمنحه إسلام جميع التونسيين ويخصه به. الإسلام دين الشعب وليس اسما تجاريا لحزب أو تيار. والإسلام منهاج سعادة الفرد والمجموعة في الدنيا والآخرة، فلماذا الخوف منه أو التخوّف منه؟ والدعوة لاعتماد الإسلام مصدرا للتشريع حظيت بموافقة أقباط مصر المسيحيين كما قلت لك، فهل هم أيضا سلفيون؟
رؤيتنا رؤية ديمقراطية وحداثية أصيلة، تستلهم مرجعية الإسلام وأفضل التجارب الحضارية العصرية. وهدف أساسي من أهدافنا أن يعيش جميع التونسيين في بلادهم أحرار متساويين في الحقوق والواجبات، ومن هذا المنطلق ضغطنا في لجنة التوافقات لإزالة أية قيود على حرية التعبير وحرية التجمع والعمل السياسي والنقابي. وطالبنا ولا نزال بمنع الصحافيين في قضايا النشر، وضمان حرية الحركة الطلابية.
برأيك ماهي الخطوات الأسلم للقضاء على الإرهاب في تونس؟
ـ تفعيل القانون على الجميع، وتعزيز الوحدة الوطنية، والتمسك بتجربتنا الديمقراطية التي تسمح لنا بتقرير مصيرنا واختيار ممثلينا وحكامنا بالإنتخاب لا بالإنقلاب. لا مستقبل للإرهاب في جو تحرري ديمقراطي، لأن الشعب التونسي بفطرته يكره الإرهاب وينبذه، ولأن هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ضد الإرهاب والغدر والعدوان على الوطن والشعب. نبينا عليه الصلاة والسلام يقول: «من حمل علينا السلاح فليس منا».
هل تعتقد أن الإسلام مستهدف من طرف العلمانيين في تونس؟
ـ أنا ضد تقسيم المسلمين إلى إسلاميين وعلمانيين. وأنا ضد تقسيم التونسيين إلى إسلاميين وعلمانيين. نحن إخوة. نحن عائلة واحدة، صغيرة نسبيا. فعدد سكان بلادنا أقل من عدد سكان مدينة القاهرة لوحدها. لذلك يجب أن ندعو للمحبة فيما بيننا والوحدة الوطنية والقبول بحق الإختلاف. نحن في سفينة واحدة، وينطبق علينا قول النبي صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائل الجسد بالسهر والحمى».
أنا داعية محبة. وقد أسست تيار المحبة. وأريد من التونسيين أن لا ينغص بعضهم حياة بعض: لماذا تطلبون مضمون ولادة كل ثلاثة أشهر؟ لماذا تحبون البيروقراطية المعقدة في كل شيء؟ لماذا مرة تخترعون المنشور 108 ومرة تفتعلون حربا على النقاب؟ هونوا على أنفسكم، وارحموا أنفسكم من التشدد والتطرف باسم الدين أو باسم الحداثة، فالبلاد تستوعبكم جميعا في إطار القانون.
حاوره: عبد اللطيف العبيدي