الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة فرانشيسكو أتشيربي: ملحمة لاعب قهر السرطان والاكتئاب وقاد إنتر إلى حافة الحلم الأوروبي

نشر في  07 ماي 2025  (10:16)

في ليلة من ليالي كرة القدم الملحمية، وبين جنبات المستطيل الأخضر الذي شهد صولات وجولات الأساطير، وقف شامخًا كعمود من فولاذ، فرانشيسكو أتشيربي. قلب دفاع عملاق، يبلغ من العمر سبعة وثلاثين عامًا، لكن في عينيه تتقد شرارة عزيمة لا تُضاهى، قصة كفاح أسطورية كُتبت فصولها بالدمع والأمل والإصرار الحديدي.

لم تكن مسيرة أتشيربي مجرد صعود تدريجي نحو النجومية، بل كانت معركة ضروسا مع خصم ألدّ، خصم لا يرحم تسلل إلى جسده مرتين، محاولًا أن يطفئ جذوة الروح الرياضية فيه. إنه السرطان، هذا الوحش الكامن الذي واجهه فرانشيسكو ببسالة أسد جريح، وانتصر عليه في كلتا المرتين، مُعلنًا للعالم أن الإرادة الصلبة أقوى من كل داء.

لكن التحديات لم تتوقف عند هذا الحد. بعد الانتصار على الجسد، واجه أتشيربي وحشًا آخر ينهش الروح، الاكتئاب القاتل الذي كاد أن يطيح بكل ما بناه. وبين براثن اليأس، استجمع قواه مرة أخرى، وبإيمان راسخ وعزيمة فولاذية، انتصر على الظلام، ليُشرق فجر جديد في سمائه.

وها هو الآن، في الدقيقة الثالثة والتسعين من عمر معركة كروية حاسمة، بينما تتصاعد الأنفاس وتتلاحق الدقات، يركض أتشيربي وكأنها اللحظة الأخيرة في تاريخه، بروحه الشابة وقلبه الذي نبض بالحياة بعد الموت. يتمركز داخل منطقة العمليات بحدس مهاجم قناص كإدينسون كافاني، يقرأ الملعب ويتحرك بذكاء ليقتنص الفرصة الذهبية.

ثم تأتي اللحظة الحاسمة، يرتفع جسده العملاق في سماء الملعب، ويُرسل الكرة برأسية متقنة، كقذيفة مدوية، لتستقر في الشباك، مُعلنة عن هدف الانتصار، هدف التأهل. في تلك اللحظة، يتفجر أتشيربي فرحًا، وكأن الزمن يعود به عقودًا إلى الوراء، إلى بداياته المتواضعة، إلى شغفه الطفولي بالكرة. يحتفل بهيستيريا عارمة، يركض ويصرخ، يجسد قصة مقاتل لم يستسلم قط، قصة قلب انتصر على السرطان مرتين، وعلى الاكتئاب مرة، ليقود فريقه إنتر ميلان إلى حافة الحلم الأوروبي، تاركًا خلفه إرثًا من الإلهام والعزيمة سيظل محفورًا في ذاكرة كرة القدم إلى الأبد.