الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية في سيدي بوزيد: يعرض رضيعه للبيع لشراء اقلام و كراسات لبقية ابنائه

نشر في  18 سبتمبر 2014  (21:05)

على غير عادته، استفاق رضوان ضياوي باكرا. ايقظ ابناءه الاربعة على عجل، ثم غادر منزله حاثا خطاه نحو السوق المركزية لبيع الخضر بسيدي بوزيد. السوق الذي اشتغل به لاكثر من 15 سنة، يعود اليه اليوم بعد ان تم طرده من عمله. لقد خَلُصَ الى حل ولو وقتي لتبديد سحب الفقر الذي يحيط به. يحاصره من كل جانب. فليبع فلذة كبده و ابنه الاصغر رسلان. وبثمنه سيقتني اقلام وكراسات و محافظ و كتب قراءة لابناءه رنيم وريتاج  وريان. او هكذا خُيّلَ اليه.

رضيع برسم البيع. واطفال محرومون من مقاعد الدراسة وعائلة ينهشها الجوع وأب مريض، بل لم يعد قادرا على تحمل مشاق العمل المضني بعد الخضوع لثلاث عمليات على القلب.

المشهد المأساوي لم يكتب له الاكتمال. فقد حوصر الاب وابناءه الاربعة بقوات امنية واقتيد الجميع الى احد المراكز اين احتفظ وبالوالد رضوان ضياوي لاكثر من اربع ساعات على مراى من اطفاله قبل ان يخلى سبيل فلذات اكباده ثم يغادر الاب زنزانة الايقاف.

هل اجرم هذا الاب في حق رضيعه رسلان و اشقائه الصغار ريان و رنيم وريتاج حين عرضه للبيع حتى يتحمل حكامنا مسؤوليتهم؟ اما السلطات الجهوية بسيدي بوزيد فهي مشكورة على تعجيلها بايقاف هكذا مهزلة. وعلى اقتياد اربعة اطفال الى الزنزانة وعلى حسن الضيافة والاصغاء الى هموم المثقلين والمعدمين.

اما المجتمع المدني فقد كان له رأيا اخر. شبان ومدونون وحقوقيون امثال مريم بريبري و قيس عماري و محجوب النصيبي وفؤاد حمزاوي وغيرهم تبنوا القصية وجمعوا ما تيسر من مستلزمات السنة الدراسية لابناء رضوان حتى يلتحقوا بمقاعد الدراسة، في انتظار ان يتحرك رعاة هذه الدولة لتوفير شغل محترم لهذا الاب يكفل له كرامته و يقي ابناءه من لسعات الجوع.

محمد الجلالي