الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة ما قصّة أغنية «بابورينو» التي أهدتها الفنانة التونسية فتحيّة خيري لمنصف باي؟

نشر في  26 جانفي 2024  (13:53)

حفل كتاب «فتحية خيري، فنّ وشجن» بقصص الأغاني التي أدّتها المطربة فتحية خيري ومن بينها هذه القصّة الطريفة لأغنية كُتبت كلماتها ولُحّنت في وقت قياسي، تكريما للمنصف الباي الذي دعاها إلى اصطحاب أفراد أسرته في جولة بحرية على متن مركبه الخاصّ فأرادت أن تهديه أغنية ردّا لجميله، إذ تدخّل الملك بناء على طلبها لتطليقها من زوجها الأوّل - وهو فلاح ثريّ أصيل جهة زغوان- الذي قسا عليها وأتعبها بغيرته الجنونية.

 كتب فاخر الرويسي في هذا الشأن ما يلي:

«في أوّل أيام شهر ماي 1943 دعا الباي فتحيّة خيري إلى اصطحاب أفراد أسرته في جولة بحريّة على متن مركبه الخاصّ. ففكّرت في إهدائه أغنية كردّ جميل على هذه الدعوة التي سرّت بها جدّا.

وصادف أن أحيت فتحيّة حفلة خاصّة انتهت في الساعة الرابعة صباحا. فركبت» الكرّوسة» وذهبت الى ضاحية رادس حيث يقطن عبد الرزاق كرباكة. وبعد أن فتح لها الباب اندهش من قدومها في تلك الساعة المتأخّرة. وطلبــــت منه بإلحاح أن يذهــب معها إلى منزلها لأمر مستعجل. وأثناء الطريق اقترحت عليه نظم كلمات أغنية تتماشى وموكب النزهة البحرية التي دعاها إليها الباي.

«في أوّل أيام شهر ماي 1943 دعا الباي فتحيّة خيري إلى اصطحاب أفراد أسرته في جولة بحريّة على متن مركبه الخاصّ. ففكّرت في إهدائه أغنية كردّ جميل على هذه الدعوة التي سرّت بها جدّا.

وصادف أن أحيت فتحيّة حفلة خاصّة انتهت في الساعة الرابعة صباحا. فركبت» الكرّوسة» وذهبت الى ضاحية رادس حيث يقطن عبد الرزاق كرباكة. وبعد أن فتح لها الباب اندهش من قدومها في تلك الساعة المتأخّرة. وطلبــــت منه بإلحاح أن يذهــب معها إلى منزلها لأمر مستعجل. وأثناء الطريق اقترحت عليه نظم كلمات أغنية تتماشى وموكب النزهة البحرية التي دعاها إليها الباي.

كان عبد الرزاق كرباكة صديقا عزيزاعلى فتحية. وكانت تلتجئ إليه في الشدائد. تقول فتحيّة:

«أكّدت عليه أن يتضمّن بعض مقاطع الأغنية موقف المنصف باي معي في مشكلة طلاقي. وخرجت من الغرفة بعدما أحكمت غلق الباب من الخلف وأخذت المفتاح معي كي لا يخرج عبد الرزاق بدون أن ينجز الأغنية. ثم ذهبت إلى غرفة أخرى واستسلمت للنوم.

ولم أستيقظ إلا في منتصف النهار ففتحت باب الغرفة على كرباكة فوجدته غاضبا لنفاذ السجائر التي كانت تعينه على التفكيرعند كتابة الأشعار والأغاني. وعندما سألته عن الأغنية قال لي: «هاك غنايتك». فأخذت الورقة وقرأت طالعها فأعجبت بها ولكن لم أظهر إعجابي لكرباكة بالأغنية فاخذ الورقة من يدي وبدأ يقرأ بصوته الجميل:

بابورينـــــو سرى عالنسمــــــــة     شــــــرق المـــــــــوج الـــــحــــــــي

هــــــــازز فوقــــو عزّ الأمّــــــــــــة      ســـــــــيـــدي المـــنـــصــــف بــــاي

بابور اسم الله عليك اتهنى واطمان      اليـوم العزة حلّت بيك والهمّة والأمـان

اليــــــوم عليـــــك إلي واتيـــــــك       ســــــيـــــــدي الـمـنــــصــــف بــاي

بابورينـــو ســـرى عالنسمــــــــة       شـــــــــــرق المــــــــوج الحـــــــــي

هازز فوقـــــــو عــزّ الامــــــــــــــــة        ســـــــيــــــدي المنــــصــــف بـــــاي

قولــو معـــايا إن شـــاء يــــــدوم      على الــــعـــــرش الـــــذي حـــمــــاه

نصــــــرة وبشــــرى للمظلــــــــوم      ديــمـــــــا شـــــعبــــــــو مـــعـــــاه

قــــول يــا بابورينـــــو عـــــــــوم       بـــــــســـيـــــــدي المنصـــف بــــاي

بابــــورينــــو ســرى عالنسـمــــة      شـــــــرق الـــــــــــمـــوج الـــحــــي

هــــــــازز فــوقـــو عـــزّ الأمّـــــة       ســـيـــــــــدي الــمنـــصــــف بــــاي

انطلقت فتحية خيري بكلمات الأغنية مسرعة إلى قدور الصرارفي ليضع لها اللّحن. وبسرعة فائقة وحرفيّة متميّزة انتهى الصرار في من وضع اللحن. وبدأت فتحيّة في حصص التمرّن على أدائها مع فرقة «شباب الفنّ» التي كانت متكوّنة من أكبر العازفين في ذلك الوقت منهم إبراهيم صالح على القانون وصالح المهدي على الناي وعلي السريتي على العود وقدّور الصرارفي على الكمان، والطاهر بدرة على آلــــة الطــــار وغيرهم...ولم تغفــــل فتحية عـــن متــابعة عـــزف هـــذه الأغنية بالعــــود.

 *ليدرز