ثقافة كلمات في ذكرى وفاة الشاعر والاديب صالح القرمادي صاحب ديوان "اللحمة الحيّة"
نشر في 28 مارس 2021 (13:49)
بقلم الاستاذ عبد الجليل بوقرة
في مثل هذا اليوم من سنة 1982 عثر على الأستاذ صالح القرمادي ميّتا في كهف بالوطن القبلي كان يستعمل مخزنا للسلاح من طرف الجيش الفرنسي... وصالح القرمادي شاعر وأديب تونسي من مواليد 1933 بتونس...
وبحكم اِختصاصه في الدراسات اللغوية وعلم اللّسانيات في كلية الآداب بتونس وعلى مدى عشرين سنة أثر تأثيرا مباشرا في أجيال من طلبته سواء منهم أولئك الأدباء والشعراء أو أولئك النقاد والأكاديميين...
وأثرت آراؤه الجريئة في الحركة الأدبية والثفافية بتونس حيث ساهم في إصدار مجلة التجديد وتحريرها في أوائل الستينات مع الأساتذة توفيق بكار والمنجي الشّملي وعبدالقادر المهيري وغيرهم فكانت منبرا لمفاهيم وأطروحات جديدة ساعدت على بروز كتابات نقدية وإبداعية مثلت منعرجا آخرا للأدب التونسي بعد الرتابة التي خيمت على مرحلة ما بعد فترة جيل الشابي الثرية.... رحم الله صالح القرمادي... صاحب ديوان "اللحمة الحيّة"..
وهذه احدى قصائده:
دعوني لشأني
واقفا وقفتي المجروحة
امام القبور المفتوحة
ان لي مع الموت وعدا
وجدالا
وكلاما
قد يبدولكم محالا
اذا مت مرة بينكم
وهل اموت ابدا
فلا تقرؤوا علي الفاتحة وياسين
واتركوها لمن يرتزق بها
ولا تحلوا لي في الجنة ذراعين
فقد طاب عيشي في ذراع واحد من الارض
ولا تاكلوا في فرقي المقرونة والكسكسي
فقد كانا اشهى اطعمة حياتي
ولا تذروا على قبري حبوب التين
لتاكلها طيور السماء
فالاحياء بها اولى
كل يوم خميس
فلم تزلزل الارض زلزالها
ولا تزوروني في كل سنة مرة
فليس لدي ما استقبلكم به
ولا تقسموا برحمتي وانتم صادقون
ولا حتى وانتم كاذبون
ولا تقولوا في جنازتي انتم السابقون ونحن الاحقون
فليس هذا السباق من رياضاتي
وضعوني في اعلى مكان من ارضكم
واحسدوني على سلامتي
-نشر هذا النص يوم 28 مارس سنة 2016