ثقافة رسالة من المسرحي أنور الشعافي إلى "الزملاء الممارسين للمسرح التجاري"

رسالة إلى الزملاء الممارسين للمسرح التجاري
بقلم المسرحي أنور الشعافي
لا أتوجه بكلامي إلى مسرحيي الصدفة الذين لم يسقوا الركح بعرقهم، و لم يصطدموا بجدران المهنة القاسية و لا كابدوا عناء التمارين الشاقة بل إلى الذين اختاروا المسرح دراسة و تكوينا ثم تركوه إلى الإستسهال.
إختلاف النوع ضروري و من حق الفنان المسرحي آن يكون سليل Sophocle أو أن يكون منحدِراُ من Aristophane و لكن ليس من حقه أن يخون شهادته العلمية و يعطي شرعية للمسرح الرخيص فيصبح هو النموذج و ينحرف الذوق و يختلط الحابل بالنابل و العارف بالجاهل فيُمارس المسرح من هب و دبَ.
انتبهوا خاصة إلى ظهوركم الإعلامي و إلى تصريحاتكم لأن شهرتكم تجعل منكم سلطة يُقتدي بها، و حاسبوا على تعليقاتكم فأن تكونوا كوميديين لا يعني أن تكونوا من " الكيتش" فرئيس أوكرانيا volodymyr Zelensky الذي تسلّم السلطة منذ أشهر كان ممثلا كوميديا و كذلك كان Ernesto Morales رئيس غواتيمالا الذي وصل إلى سدة الحكم سنة 2016، كما كان بعض الكوميديين أصحاب قضايا إنسانية مثل الفرنسي Coluche الذي أسس سلسلة Les restos du cœur.
و المثير للإنتباه أن بعض أصحاب المسرح التجاري الموجودين الآن على الساحة بدأوا مسيرتهم بأعمال راقية فعلى سبيل المثال قدّم كريم الغربي مسرحية " الماكينة" لوليد دغسني . فماذا لو استغلّوا شهرتهم لدى الجمهور العريض و رجعوا إلى المسرح الراقي؟ حينها سيرتقي الذوق و يُكنس المتطفلون و سيُعاد تأهيل الجمهور.
لا تتبرأوا من شهادتكم العلمية حتى لا تتبرأ هي منكمَ، فوحده المسرح النفيس يمكث في الأرض، أما الرخيص فيذهب جفاء.