الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة رسالة من المسرحي أنور الشعافي إلى "الزملاء الممارسين للمسرح التجاري"

نشر في  23 جويلية 2019  (12:17)

رسالة إلى الزملاء الممارسين للمسرح التجاري 

بقلم المسرحي أنور الشعافي

لا أتوجه بكلامي إلى مسرحيي الصدفة الذين لم يسقوا الركح بعرقهم، و لم يصطدموا بجدران المهنة القاسية و لا كابدوا عناء التمارين الشاقة بل إلى الذين اختاروا المسرح دراسة و تكوينا ثم تركوه إلى الإستسهال.

إختلاف النوع ضروري و من حق الفنان المسرحي آن يكون سليل Sophocle أو أن يكون منحدِراُ من Aristophane و لكن ليس من حقه أن يخون شهادته العلمية و يعطي شرعية للمسرح الرخيص فيصبح هو النموذج و ينحرف الذوق و يختلط الحابل بالنابل و العارف بالجاهل فيُمارس المسرح من هب و دبَ. 

انتبهوا خاصة إلى ظهوركم الإعلامي و إلى تصريحاتكم لأن شهرتكم تجعل منكم سلطة يُقتدي بها، و حاسبوا على تعليقاتكم فأن تكونوا كوميديين لا يعني أن تكونوا من " الكيتش" فرئيس أوكرانيا volodymyr Zelensky الذي تسلّم السلطة منذ أشهر كان ممثلا كوميديا و كذلك كان Ernesto Morales رئيس غواتيمالا الذي وصل إلى سدة الحكم سنة 2016، كما كان بعض الكوميديين أصحاب قضايا إنسانية مثل الفرنسي Coluche الذي أسس سلسلة Les restos du cœur. 
و المثير للإنتباه أن بعض أصحاب المسرح التجاري الموجودين الآن على الساحة بدأوا مسيرتهم بأعمال راقية فعلى سبيل المثال قدّم كريم الغربي مسرحية " الماكينة" لوليد دغسني . فماذا لو استغلّوا شهرتهم لدى الجمهور العريض و رجعوا إلى المسرح الراقي؟ حينها سيرتقي الذوق و يُكنس المتطفلون و سيُعاد تأهيل الجمهور.

لا تتبرأوا من شهادتكم العلمية حتى لا تتبرأ هي منكمَ، فوحده المسرح النفيس يمكث في الأرض، أما الرخيص فيذهب جفاء.