الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية رحيل المناضلة الحقوقية نورة البورصالي..

نشر في  14 نوفمبر 2017  (10:32)

غيبت الموت يوم الاثنين 13 نوفمبر المناضلة  الحقوقية نورة بورصالي... امراة ما فتئت تدافع عن مبادئ الحرية  والمساواة والعدالة والتقدم والديمقراطية سواء كان ذلك في اطار نشاطها الجمعياتي او من خلال كتاباتها الصحفية أو مؤلفاتها.

درّست نورة البورصالي مادة الفرنسية بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس وعرفت بإنخراطها في الحراك الجمعياتي حيث كانت من بين مؤسسي  جمعية النساء الديمقراطيات وناضلت صلب هذه الجمعية من أجل الدفاع عن القضايا المتعلقة بالمرأة على غرار الحرية والمساواة. وتُحسب لهذه المرأة ذات الانتماء اليساري التقدمي عدة مواقف سياسية عبرت عنها دون توجس ولا خيفة.  

وكانت المسألة الديمقراطية في صلب اهتمامات نورة بورصالي التي خصتها بعديد المقالات الصحفية وبكتاب يحمل عنوان "بورقيبة والمسألة الديمقراطية" والذي تساءلت فيه الكاتبة عن أسباب عدم نجاح بلادنا في تركيز نظام ديمقراطي  يكون نموذجا في العالم الاسلامي والعربي. وكانت نورة البورصالي تعتبر أنّ نضالها يتنزل في اطار "تمش يضيء زماننا الحاضر حتى لا يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى بتركيز نظام سلطوي عانت منه البلاد لمدة عقود طويلة".  

ترأست نورة البورصالي جمعية النهوض بالنقد السينمائي وكانت السينما في صدراة أولوياتها كمحرك اجتماعي وثقافي من الدرجة الأولى، وأسست سنة 2015 بمعية ثلة من الناشطات في الحقل النسوي مؤسسة "تونس للنساء والذاكرة" وكرست كل مجهوداتها لنفض الغبار على الذاكرة النسائية وعلى اعادة الاعتبار لدور المرأة التونسية عبر التاريخ وفي كل المجالات. ومن آخر نشاطات الجمعية اسناد جائزة حسيبة رشدي لأفضل أداء نسائي في الدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية والتي تحصلت عليها بطلة فيلم "على كف عفريت" مريم الفرجاني.

ومن المواقف الأخيرة للفقيدة أنها استقالت من عضوية هيئة الحقيقة والكرامة بتاريخ 12 نوفمبر 2014 ونشرت حينها بيانا للرأي العام عبرت فيه عن رفضها ان تصبح العدالة الانتقالية رهانا انتخابيا يستعمله البعض لمحاربة خصومهم السياسيين أو أن ينظر بعضهم الى العدالة الانتقالية وكأنها عدالة انتقائية أو انتقامية. ومما قالته نورة البوصالي في بيانها أنها أكثر من متمسكة بمسار العدالة الانتقالية الذي يمثل ركيزة من ركائز الانتقال الديمقراطي والذي تكمن أهميته في ابراز حقيقة انتهاكات حقوق الانسان التي عرفتها تونس منذ عقود.

كانت الفقيدة مسكونة بمسألة حقوق الأفراد في المجتمع التونسي، رافضة لكل التجاوزات والانحرافات، كما كانت شاهدة على العصر، راصدة لحاضر ولتاريخ تونس وآملة أن تساهم كتاباتها -مثلما تقول- في "سد ثغرات كي لا تضيع الذاكرة التونسية الجماعية".

رحم الله نورة البورصالي وأسكنها فراديس جنانه. 

شيراز بن مراد