الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بعد الحديث عن قانون التوبة وعودة الارهابيين: المنصف بن مراد يوجّه هذه الرسالة العاجلة الى السبسي والغنوشي

نشر في  14 ديسمبر 2016  (11:12)

بقلم: المنصف بن مراد

أثبتت مواقف الباجي قايد السبسي وراشد الغنوشي انّ هناك امكانيّة لقبول الارهابيين المجرمين في تونس بعد أن قتلوا ودمّروا وذبحوا وحرقوا واغتصبوا في العراق وسوريا وليبيا وفي بلدان أخرى.

أقولها بكلّ صراحة انّ تونس ليست ملكا لا للسيد السبسي ولا للسيد الغنوشي حتى يقرّرا مع حزبيهما فتح أبواب بلادنا أمام متطرّفين ظلاميين إرهابيين تحت غطاء «قانون التوبة» أو حقوق الانسان أو حتى الدستور  أو قانون مكافحة الارهاب الذي صوّت لفائدته حزب «نداء» تونس والنهضة وأحزاب أخرى تفتقر عموما لروح المسؤولية.

انّ تونس ليست ملكا لكما واذا كنتما موافقين على رجوع أشرس الارهابيين فاستقبلاهم في منزليكما بجدران من الجبال وذلك لحماية الشعب من أذاهم.. فأمنيّا لا يجوز قبول 6000 من الارهابيين المجرمين لأن قواتنا الأمنية وجيشنا غير قادرين على محاربة هذا العدد المهول، بل ليست هناك أيّة دولة في العالم قادرة على التصدّي لـ6000 ارهابي متمركزين في الأحياء والقرى والمدن والأرياف والجبال متجنبين الاحتشاد..

نحن ـ اليوم ـ في حرب مع بعض المئات من الارهابيين وأبناؤنا من الجيش والحرس والأمن يقتلون غدرا، ورغم ذلك  سننتصر على هذا الطاعون، ولكن تصوّروا آلافا من الارهابيين في كل شبر من التراب التونسي وعلى ذمتهم مخازن من أسلحة جلبها الى تونس من يريدون ارساء دولة على النمط الأفغاني «لايت».. اني أطالب كل من تبقى من نواب «نداء» تونس وأغلب الأحزاب في مجلس الشعب بعدم التصويت لفائدة امكانية رجوع الارهابيين وإلا صاروا شركاء في مجازر عظمى.

انّ هذا النوع من القرارات (أي رجوع الارهابيين المجرمين) لا يحق ان يتخذه اي مسؤول سياسي بل انّ الحكمة تقتضي بعث مجلس قومي أمني جديد متركب من رئيس الجمهورية (وله صوت واحد) ومن وزير الدّفاع و قائد القوات المسلحة ووزير الداخلية ووزير العدل وعدد من كبار الضباط وآمر الحرس وكبار ضباط الحرس ومن محللين سياسيين على غرار قيس سعيد ورافع الطبيب ورجاء بن سلامة وألفة يوسف ودلندا لرقش ومن الأمين العام لاتحاد الشغل حتى يناقش هذا الملف..

ولتعلم يا سي الباجي انّي لم أصوّت لك ولم أسخّر جريدتي أخبار الجمهورية لمناصرتك في الانتخابات حتى تتنكّر لأبرز وعودك وتجعل من التحالف بين الشيخين ركيزة للتوجهات السياسية بما سيسمح للارهابيين بالرجوع الى بلادنا.. لقد فعلت عكس ما وعدت به ناخباتك وناخبيك ودعني أؤكّد لك ان أغلب من انتخبوك يعارضونك في موقفك هذا، ولو ترشحت ثانية ما صوتوا لك أبدا بل لن تحرز على أكثر من عدة آلاف من الأصوات، وحتى ان زعم مستشاروك في القصر خلاف ذلك فلأنّهم غير قادرين على الاصداع بالحقيقة خوفا من فقدان وظائفهم الوقتية!

انّ أمن تونس ومستقبلها ليسا بلعبة ولن يكونا رهينة لأيّ مصالح حزبية أو لأيّ أجندا جهنّمية ولا لأيّ تأثير خليجي حتى نجعل من تونس الآمنة ثكنة يسكنها الارهابيون ويتحكّمون في حكومتها وشعبها بمباركة من حزب متشدّد ورئيس غير واع بالمخاطر وكأنه بات رئيس حزب متشدّد دينيا!

أما أخلاقيا، فأنا أتساءل كيف يمكن استقبال الارهابيين بعد أن اعتنقوا «دينا» لا علاقة له بالاسلام وأيديهم مازالت ملطّخة بدماء الأبرياء علما انهم لم يرحموا البشر ولم يراعوا المتاحف والمنشآت والأخلاق ودمّروا ما لم يدمّره «التتار» وأكثر الناس همجية في التاريخ فكيف يمكن لسياسي أن يقرّر السماح بعودة ارهابيين الى بلادنا وهم مجرمون بلا «دين ولا ملة»؟ انّ تونس ليست ملكا لشخصين بل هي ـ ومنذ آلاف السنين ـ  ملك لشعبها دون سواه..

انّ من يدافع عن رجوع اشرس الارهابيين والارهابيات لا يحقّ له أن يكون في موقع القرار، فهل من رجاحة العقل فتح بلادنا أمام طوابير القتلة؟! ثمّ كيف يخوّل سياسيّ لنفسه المطالبة بالسّماح للارهابيين بالرّجوع الى أرضنا ان لم تكن له مصلحة في ذلك، فماذا تكون هذه المصلحة؟

هل يضيف هذا الرجّوع استقرارا لتونس؟ لا.. هل يثمر هذا الرّجوع تدفّقا للاستثمارات الأجنبيّة على بلادنا؟ لا. هل يضيف هذا القرار طوابير من السيّاح؟ لا! هل يخلق  هذا الرّجوع توتّرا وانفجارات وضحايا من الأمنيين والجنود والمدنيين؟ طبعا نعم وبكلّ تأكيد. هل سيهدد أيضا أمن الجزائر؟ نعم!
 

وفي ظلّ هذا التصرّف غير المسؤول من قبل بعض الأحزاب، اقترح على اتحاد الشغل ان يتبنّى قضية رفض رجوع الارهابيين الى أرض الوطن علما انّ ملايين من التونسيين قلقون ولم يجدوا من يؤطّر حملة الرفض والدّفاع عن مدنية الدولة ذلك أنّ أغلب الأحزاب مهتمّة بالكراسي والمنافع والتحالفات ونصائح الغرب الذي يريد جعل بلادنا مصبا للاجئين الذين رفضتهم أوروبا!

في الختام أقول لأزلام التشدّد ومن يدافعون عن مصالح أجنبية متطرّفة اني لا أخشاهم ولا أقرأ ما يكتبونه على الفايسبوك من شتائم لأني أحبّ هذه البلاد كما يحبّها كل الديمقراطيين والديمقراطيات وكل الوطنيين الذين لا يهابون تجّار الدين ومن تموّلهم نظم متشددة فأنا سليل عائلة أسّست الاتحاد النسائي الإسلامي وناضلت من أجل استقلال تونس واسلامها الزيتوني الأصيل المعتدل.