الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية خاص: صحفية من أخبار الجمهورية تقضي يوما في سجن المرناقية..من مرضى السلّ إلى الأجانب والشوّاذ

نشر في  06 أفريل 2016  (12:40)

بعدما خارت قواهم من طول السفرة وثقل «القفة» التي يحملونها، نساء ورجالا وأطفالا وبعض الشيوخ، ترى كيف ارتسمت على وجوههم ملامح الحزن والشقاء اختلفت أعمارهم وتوّحد هدفهم : زيارة قريب إلى القلب يقبع خلف القضبان، يمرون عبر مسلك فرعي غير معبّد وقد يجبرهم الاعياء على الجلوس تحت بعض الأشجار أو فوق بعض الأحجار المتناثرة هنا وهنالك طلبا للراحة.. وقد تخفف عنهم قليلا المناظر الطبيعية الخلابة المحيطة بهم عبء هذا الشقاء الجسدي والمعنوي، ليواصلوا طريقهم قبل الوصول الى الباب الرئيسي أو الحاجز الامني للسجن المدني بالمرناقية، حيث يستقبلهم حراس الباب الخارجي ويستلمون وثائقهم الرسمية.. معاناة لا تقل عن نظيرتها لدى السجناء والموقوفين، ورحلة عذاب أسبوعية تعيشها عديد العائلات التونسية، فمن مشاق الطريق ومصاريف القفة الى ساعات الإنتظار..
في الباب الرئيسي تستمع الى روايات متنوعة فمن الفتاة القاصر التي لا تمتلك وثيقة رسمية تمكنها من الدخول والتي تترجى العون من اجل السماح لها برؤية احد افراد عائلتها، الى المرأة التي نسيت بطاقتها أو اضاعتها وتعمد الى كل الوسائل من أجل اقناع الاعوان للسماح لها برؤية ابنها السجين فتارة تخبرهم أنها تكبدت المصاعب من أجل الوصول وأنها أصيلة احدى الولايات الداخلية، وأخرى تكشف أثار الجروح في ساقها، وهذه عائلة أخرى وصلت بتأخير أي بعد انتهاء وقت الزيارة وتسعى الى تمكينها من ادخال «القفة « لا غير .. هنالك تنظر وتستمع الى قصص غريبة ومحاولات لاقناع الاعوان الذين -وحسب ما عايناه- يلتزمون بالقوانين ويرفضون مخالفته، في الأثناء تبرز روائح كريهة جدا منبعثة من احد الأودية المهملة المجانبة للسجن، وهنا يسرد العون على مسامعك أطوار معاناته اليومية بسبب تلك الروائح التي تسببت في أمراض عدّة ..

تركنا اعوان الحراسة الخارجية وعبرنا الباب الرئيسي، حيث يوجد عالم كامل وراء الأسوار ومباني ومجمعات تتخلّلها بعض الحدائق.. يسارا تجد غرف الانتظار والزيارة واستقبال القفاف ويمينا تجد الادارة، دخلنا وسلّمنا كل الأجهزة التي بحوزتنا لأنه يمنع دخول مثل هذه الأجهزة احتراما لخصوصية المساجين، وبعد الانتهاء من الاجراءات الادارية تم اصطحابنا الى مكتب العقيد سيف الدين الجلاصي حيث جمعتنا به دردرشة مطولة حول الأوضاع هنالك كما مدنا ببعض الاحصائيات حول سجن المرناقية نمدكم بها تباعا..

القفة...

انطلاقتنا  كانت بغرفة مراقبة «القفة»، كنا ننتظر أن نجد الاعوان بصدد التفتيش اليدوي للقفة، لكن ما راعنا الا وجهاز «سكانار» موضوع أمام الأعوان، حيث يتكفل احدهم بتمرير علب الأكل ليقوم زميله بالتثبت من محتوى العلبة عبر جهاز السكانار ، علب مملوءة بما لذّ وطاب من الأكل المنزلي من الكسكسي الى المقرونة والمرقة واللحم اضافة الى الغلال المقطعة الى أجزاء صغيرة حيث يمنع ادخالها كما هي .. عرض علينا العون طريقة التفتيش حيث عمد الى وضع بعض المحتويات داخل العلب كالنقود وولاعة وغيرها وقام باخفائها جيدا قبل ان يرينا طريقة كشفها بالجهاز مؤكدا انه يصعب ادخال أي من الممنوعات الى السجناء ..
من جهة اخرى اكد الاعوان انهم يعمدون الى التفتيش اليدوي حين تصلهم معلومات بوجود «المرهوجة» والتي يستحيل اكتشافها عبر السكانار ، وذلك لأن كمية المخدرات والادوية تكون مرحية مع الأكل مما يجبر الأعوان على تذوق الاكل قبل ادخاله ...

المجمع «واو» الأكثر شعبية

تركنا الأعوان يكملون عملية تفتيش مئات «القفاف» وتحولنا الى المجمع «واو» والذي يضم 4 أجنحة وبكل جناح تجد 3 غرف.. بدخولنا الى هذا المجمع شدّت انتباهنا نظافة المكان ودرجة العناية الفائقة بحديقته وبأسواره البيضاء التي زينتها لوحات مختلفة، رسمت بريشات المساجين وجعلت الفضاء اكثر تحرّرا وتنبعث منه الحياة الطبيعية المفقودة داخل هذا العالم، ويتوسط المجمع ملعب معشب لكرة القدم، حيث يستغله المساجين للترويح عن انفسهم وقتل الوقت فكما يقال فان اطول يوم هو يوم القابع خلف القضبان .  
المجمع واو» هو أكثر أقسام سجن المرناقية خطورة وحساسية وذلك لاحتوائه المساجين ذوي الوضعيات الخاصة، فهذا المجمع يضم بين جدرانه غرفا خاصة بالمصابين بمرض نقص المناعة «الايدز» وغرفتين للمثليين  وغرفة للمساجين من اصحاب الأمراض المزمنة يحتاجون الى أجهزة طبية من أجل التنفس، الى جانب غرفة خصصت للمسنين، وتعمد الادارة الى هذا التقسيم نظرا لوضعية هؤلاء المساجين الخاصة والذين يجب فصلهم عن البقية اما لظروف أمنية أو صحية، مع العلم أن الغرف داخل المجمع «واو» تحتوي على معدل 40 سريرا لكنها تؤوي أضعاف هذا العدد .
البداية كانت بغرفة خاصة بالمساجين الذين يحتاجون الى العناية الفائقة والى آلات طبية من أجل التنفس، كانت هذه الغرفة الأقل اكتظاظا في المرناقية والأكثر نظافة وعناية، حيث وجدنا داخلها شيخا بمفرده يشاهد التلفاز وتحديدا قناة فرنسية، بمجرد دخولنا انتفض من مكانه وأعلمنا أنه يسكن هذه الغرفة صحبة زميل آخر له خرج للعلاج، وان هذه الغرفة عادة ما تكون شاغرة لأنها تأوي المساجين الذين يعانون من الأمراض التنفسية والذين يحتاجون الى آلات طبية معهم، مضيفا أنه يحرص صحبة زميله على نظافة المكان وترتيبه...
ويذكر ان بهذا الجناح توجد غرفة للمصابين بالأمراض المزمنة كالسكري والقلب وغيرهما، وغرفة ثالثة بها المساجين من الشواذ جنسيا والذين يتم فصلهم خشية تعرضهم للمشاكل والاعتداءات من قبل بقية المساجين.

فصل الشواذ جنسيا

تركنا هذا الجناح وتحولنا الى جناح آخر يضم مرضى السلّ وغرفة أخرى للشواذ جنسيا، وبدخولنا اعترضنا حارس الجناح، الذي أكد أن كل جناح يشرف عليه عون سجون، وعن طريقة التعامل مع هذه الفئة من المساجين، وان كانت هناك اليات للوقاية من العدوى، ذكر انه يشتغل بهذا الجناح منذ 3 سنوات وانه اعتاد على التعامل معهم، مضيفا انه يترك مسافة أمان مع المساجين المرضى بالسلّ لا غير ولا يعتمد أيّ طرق وقائية اخرى، كما علمنا بواسطته أن أحد الأعوان سبق له أن تعرض للعدوى وتم نقله للمستشفى..تجاوزنا ذلك ودخلنا غرفة الشواذ جنسيا، وكان أول ما لاحظناه هو نظافة المكان رغم اكتظاظه وكانت هناك ستائر موضوعة على الأسرة، وبدت أعمار النزلاء مختلفة حيث التقينا بشباب وكهول ومسنين أيضا من الشواذ، وكانوا يعمدون الى ممازحة الأعوان.
بالغرفة كان هنالك تلفاز عادي، وبسؤالنا عن جهاز التحكم أكد لنا «كبران» الغرفة أنه موجود بحوزتهم وأنهم هم من يختارون القنوات، وبالقائنا نظرة على المراحيض حيث توجد بكل غرفة عدد 3 الى 4 مراحيض وجدناها نظيفة رغم بؤسها.
بمغادرتنا لهذا الجناح اعترضنا سجين بصدد تنظيف المكان، وبسؤالنا اياه افادنا انه يشتغل بالسجن في مجال التنظيف مقابل 35 دينارا شهريا ..
وبالمجمع زرنا مكتب العمل الاجتماعي، والذي يهدف حسب ما أفادنا المسؤول عنه الى ربط الصلة بالعائلات واتصال المساجين بالعالم الخارجي اضافة الى تقبل العرائض والشكاوى، توجهنا أيضا العيادة الطبية التي تحتوي على جهاز وطاولة كشف وبعض الأدوية، وأكد لنا الطبيب أن هذا المكتب يفتقر الى العنصرين  الطبي وشبه الطبي حيث يضم السجن طبيبين فقط في حين أن البقية هم من المتعاونين ..
ويذكر ان كل مجمع داخل سجن المرناقية يضم مكتبا للعمل الاجتماعي وعيادة طبية ..

المجمع «هـ»

غادرنا المجمع «واو»، واتجهنا نحو المجمع «هـ»، وكان نسخة مطابقة لسابقه في جدرانه المكسوة باللوحات والرسوم، اضافة الى ملعب كرة القدم، ويضم هذا المجمع غرف المساجين العاديين، وكذلك الأجانب..     
وعلما أن تقسيمهم وفصلهم عن بقية المساجين أولا لاعتبارات اللغة وثانيا بناء على طلب سفاراتهم بتونس، ويضم جناح الافارقة 40 سجينا في تطابق مع عدد الأسرة المتوفرة، أما جناح الاجانب والذي تمكنا من دخوله فيضم 21 سجينا وهم من تركيا والسويد وليبيا وهولندا ومالطا وروسيا وليتوانيا وكرواتيا وايران، وحسب ما أكده لنا «كبران» الغرفة وهو ليبي الجنسية فان معظم التهم الموجهة لهم تتعلق بتهريب المخدرات، في حين يوجد من هو متهم بالقتل، وأفادنا أن الروسي هو الاخطر من بين المساجين اضافة الى كونه عنيفا جدا، في حين لاحظنا امتعاضا كبيرا من قبل السجين التركي..
وبهذا الجناح دار بيننا وبين الحارس محادثة أكد لنا خلالها انه عاد مؤخرا الى عمله بعد راحة 22 يوما اثر اصابته بحساسية على مستوى وجهه تركت له بعض الندوب، كما علمنا أن هناك محاولات اعتداء على الاعوان، حيث تعرض مؤخرا عون سجون الى اعتداء على مستوى الوجه، اما عن محاولات الفرار فهي قليلة وفاشلة.
واثناء جولتنا علمنا ان جل الغرف تحتوي على قرابة 11 سجينا متعلقة بهم قضايا ذات صبغة ارهابية..

اللاريـــــة

ساحة الفسحة او «اللارية» هي فضاء مفتوح يسمح للسجين بالخروج اليه مدة ساعة صباحا وساعة في المساء، بدخولنا اليه وجدنا عددا من المساجين كل منهم مشغول بأمر معين، فهذا السجين بصدد ممارسة الرياضة، والآخر بيده كتاب، ومجموعة اخرى بصدد النقاش..
وخارج اللارية اعترض سبيلنا سجين بصدد تعليق ملابسه بعد غسلها، وسجين آخر بصدد رسم لوحات حائطية ..

 المركز عدد 1

غادرنا المركز عدد 2 والذي يضم مجمع «هـ» و «واو» واتجهنا الى المركز عدد 1 والذي يحتوي على 8 مجمعات وبكل مجمع توجد 4 أجنحة تحتوي بدورها على 3 غرف سجنية، وهنا نشير الى أن كل مجمع داخل سجن المرناقية هو عبارة عن سجن منفرد تتوفر فيه عيادات ومكتب اصغاء ومغازة تزود وملاعب كرة قدم .
في الأثناء عاينّا مختلف الغرف السجنية بالمركز عدد 1، ولعل أبرز ما لاحظناه هو النظافة وأنّ الامتيازات المتوفرة للمساجين هي ذاتها بالمجمع السابق باستثناء الاكتظاظ، ففي غرف هذا المركز قد يصل عدد المساجين الى 120 سجينا داخل غرفة طاقة استيعابها 65 سريرا.
ويذكر انه يوجد داخل كل مجمع «أدواش جماعية» وحسب ما عايناه فان هذه الأدواش تفتقر الى المستلزمات الكافية رغم محافظة الأعوان على نظافتها ..

ورشات وتكوين وتشغيل

كما أسلفنا الذكر فان السجن هو عبارة عن عالم منفرد، تجد فيه كل ما يعترضنا في حياتنا الطبيعية باستثناء الحرية، داخل سجن المرناقية زرنا ورشة الحدادة والنجارة والتقينا بمجموعة من المساجين بصدد صناعة بعض الأبواب والشبابيك وأخرين بصدد صناعة قاعات جلوس وكراسي، هناك من المساجين من هو بصدد التكوين ويتحصل على اثره على شهادة معترف بها وهناك من هو بصدد التأهيل والتعلم، كما نجد مساجين يشتغلون داخل هذه الورشات ويتقاضون أجرة تقدر ب100 دينار ..
 وعلاوة على النجارة والحدادة، هنالك ورشة للخياطة ولصناعة الجلد وللتسفير وللمصوغ وللحلاقة والاعلامية والطباعة والبناء والكهرباء والالمنيوم والبستنة، وهي أنشطة تمثل متنفسا للمساجين حيث تريحهم من الجدران المغلقة ومن الروتين اليومي، ويقضي السجين داخل هذه الورشات وقته من الساعة التاسعة صباحا والى غاية الساعة الثانية والنصف بعد منتصف النهار، ويذكر أنه يوجد 35 سجينا بصدد التأهيل..

مغازة تزويد المساجين

ومن الأماكن المهمة جدا داخل السجن، نذكر مغازة تزويد المساجين بالبضاعة، في البداية كنا نظن ان الاسلوب المعتمد هو اقتناء هذه المواد عبر قصاصات تمنح للسجين، لكننا علمنا انه تم تزويد السجن بنظام اعلامية ، حيث بات كل سجين يتمتع بحساب خاص يقع ايداع المبلغ فيه على ان يقع اقتطاع ثمن البضاعة من حسابه، وفي دردشة جمعتنا بالمسؤول عن المغازة ، ذكر لنا ان البضاعة متوفرة للسجناء فقط ويمنع على العون اقتناؤها، مضيفا أن السجين يرسل طلباته الى المغازة ليتم توفيرها له في وقت لاحق..  وعلى سبيل الذكر تمكنا من الحصول على بعض الأسعار حيث يبلغ سعر علبة سجائر «مارس خفيف» 2550 مليما مع العلم ان السجائر المتوفرة داخل السجن هي «مارس خفيف» و»كريستال»، في حين يبلغ سعر علبة البسكويت 745 مليما، وعلبة الشوكلاطة بـ 1900 مليم، في حين تبلغ علبة العسل 2750 مليما وقارورة المياه المعدنية 490 مليما وعلبة الهريسة بـ470 مليما وعلبة السردينة 720 مليما .
ويذكر أن لكل سجين الحق في لمجة صباحية وفطور وعشاء اضافة الى خبزتين يوميا .. ونظرا لكون بعض المساجين من عائلات فقيرة فانهم يتمتعون باعانات مالية، اضافة الى المساعدات التي توفرها وزارة الشؤون الاجتماعية خاصة في المناسبات والاعياد.   

المرناقية في أرقام
يضم سجن المرناقية 3 مراكز بها عدد من المجمعات، فالمركز عدد 1 يضم 8 مجمعات ويحتوي كل مجمع على 4 أجنحة وبكل جناح نجد 3 غرف سجنية، في حين يضم المركز عدد 2 مجمعين وهما المجمع «هـ» والمجمع «و» في حين تم تخصيص المركز عدد 3 للتكوين والورشات، وبصفة عامة يضم سجن المرناقية 220 غرفة سجنية بطاقة استيعاب لا تتجاوز 65 سريرا في حين تؤوي هذه الغرف الحالية مساجين يصل عددهم الى 120 .
ويضم كل مجمع ملعب كرة قدم ومكتب عمل اجتماعي ونفسي وطبي وعيادة ومغازة تزود، كما نجد في كل جناح ساحة فسحة أو ما يعرف باللارية..

الحياة الثقافية داخل سجن المرناقية

كل الأنشطة داخل السجن يمكن اعتبارها ثقافية ومن شأنها ان تخرج السجين من الضغط النفسي الذي يعانيه، فعلى سبيل المثال هنالك من يلجأ الى الملاعب المعشبة لكرة القدم وعددها 8 ملاعب داخل السجن ليروّح عن نفسه حتى بمجرد الجري والصراخ..  
في السجن ايضا قاعة رياضة لتقوية العضلات وكمال الاجسام مجهزة بكل الآلات وهي الوحيدة من نوعها في كامل السجون التونسية، نجد ايضا  انتشار للعبة «الدامة» والشطرنج ونشير الى انه توجد دورات ومسابقات لهذه الانواع من الالعاب اضافة الى اقبال السجين على لعبة السكرابل باللغتين العربية والفرنسية وبامكان العائلات جلب هذه النوعية من الالعاب الى المساجين ، كما تقوم ادارة السجن بتنظيم حفلات فنية وعرض مسرحيات وافلام، حيث يتم عرض فيلم كل اسبوع.
ويوجد بسجن المرناقية مكتبة مركزية بها كتب متعددة، وفي زيارة قمنا بها الى المكتبة اعلمنا المسؤول عنها انها تضم 7000 عنوان باللغتين العربية والفرنسية  وعن أكثر الكتب طلبا من قبل المساجين علمنل انها رواية «أنا كارنينا» وفسر لنا السيد منير بن نصير رئيس الادارة الفرعية للرعاية والاصلاح بسجن المرناقية، ان الاقبال على هذه الرواية يعود بالاساس الى افتقار السجين الى المرأة في حياته  
وافادنا ان كل سجين له الحق في اقتراض الكتاب مدة 15 يوما، كما له الحق في استلام الكتب العلمية والادبية من قبل اهله .
كما للسجين الحق في التمتع بكل الجرائد التونسية، مضيفا ان العناوين تخضع للمراقبة وانه لا يسمح للعناوين التي من شأنها ان تمس من أمن الوحدة بالدخول ..
وبخصوص القنوات التلفزية، فقد اثبتت نتائج سبر الاراء حسب السيد منير ان السجين يقبل على البرامج الرياضية والوثائقية والافلام اكثر من البرامج الحوارية والسياسية، وبخصوص القنوات التلفزية التي يسمح للمساجين مشاهدتها نذكر القناة الوطنية 1 و2 وقناة حنبعل وناشيونال جيوغرافيك وبعض القنوات الفرنسية اضافة الى قناة «بين سبور»
اما عن الدروس الدينية فافادنا انه تم الغاؤها رغم انها كانت مراقبة في وقت سابق ومن المنتظر أن تشرف وزارة الشؤون الدينية صحبة وزارة المرأة والشؤون الاجتماعية على برنامج مشترك من اجل اعادة هذه الدروس بطريقة معتدلة ومنظمة..

وضعية الطلبة والتلاميذ داخل السجون..

صادف وجودنا داخل سجن المرناقية تسلم احد المساجين لكتب علمية وتحديد كتب في القانون وهو ما دفعنا الى السؤال حول وضعية الطلبة والتلاميذ، فعلمنا ان السجن يضم حاليا 10 طلبة في اختصاصات مختلفة اغلبهم شعب علمية واضافة الى تلميذين سنة رابعة ثانوي أي باكالوريا شعبة تقنية، أما التهم الموجهة اليهما فتتعلق باستهلاك المواد المخدرة وهناك من هو متهم في قضية ذات صبغة ارهابية ..
ويذكر أن هنالك مشرفا عاما على الطلبة والتلاميذ حيث يسمح للعائلات بتوفير المحاضرات والدروس للسجناء على ان يشاركوا في الامتحانات اخر السنة تحت المراقبة المشددة...
ومن المعلومات التي تمكنا من الظفر بها اثناء هذه الزيارة الميدانية هي ان سيف الدين الرايس الناطق الرسمي السابق باسم أنصار الشريعة المحظور سبق له ان خاض الامتحانات وراء القضبان وتحديدا في العزلة واحتل المرتبة الاولى على مستوى الجمهورية شعبة عربية ..

ما يجب أن تعرفه عن سجن المرناقية

وفي حديث جمعنا بالعقيد سيف الدين الجلاصي قبل تحولنا الى اروقة السجن ومجمعاته تطرقنا خلاله الى بعض المعلومات التي تهم السجن المدني بالمرناقية فعرفنا أنّه سجن مصنف كمركز ايقاف يحتفل هذه السنة بمرور 10 سنوات على تأسيسه، حيث تم انشاؤه في سبتمبر 2006 تعويضا لسجن 9 افريل، طاقة استيعابه هي 5400 سجين في حين يؤوي اليوم 6100 سجين، وهنا اشار العقيد سيف الدين الى أنّ آفة السجون التونسية وخاصة المرناقية ونقصد الاكتظاظ، هذه الظاهرة التي تدفعنا اليوم الى دق ناقوس الخطر لما لها من تداعيات على عمل أعوان السجون وتدهور الظروف الصحية والإنسانية للمساجين..
ونشير الى أن سجن المرناقية يضم المساجين عن ولايات اقليم تونس الكبرى ونقصد منوبة واريانة وبن عروس وتونس، اضافة الى المساجين الذين يتم جلبهم للعلاج او للمحاكمة من كامل تراب الجمهورية ..
وحسب ما أمدنا به محدثنا فان سجن المرناقية يستقبل يوميا 3000 مواطن، وهو ما يصعب عمل الأعوان الذين لا يتجاوز عددهم في كامل السجن ال840 عونا، ويشتغلون بصفة متواصلة الى غاية الخامسة والنصف مساء، مؤكدا أن للسجين الحق في زيارة وحيدة خلال الاسبوع في حين يتمتع بحقه في القفة 3 مرات أسبوعيا يقع تأمينها وتفتيشها قبل منحها للسجين ..
وأكد العقيد سيف الدين ان سجن المرناقية يعد الأخطر من بين الوحدات السجنية حيث انه يضم المساجين المتعلقة بهم قضايا الارهاب على عكس البقية .

تحقيق من إعداد: سناء الماجري