الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية «تونس طائر يحلق بجناحين: النهضة والنداء»... حــلـف مصالــح أم خيانة للناخبين؟

نشر في  13 جانفي 2016  (10:55)

«تونس طائر يحلق بجناحين: النهضة والنداء»، تصريح يحمل أكثر من دلالة جاء على لسان  راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة في الكلمة التي توجه بها خلال افتتاح المؤتمر الأول لحركة نداء تونس بسوسة يوم السبت 9 جانفي، وقد أثار هذا التصريح ردود أفعال عديدة، حيث اعتبر البعض هذا الكلام اقصائيا وتضمن خيانة للمنتخبين
وأضاف الغنوشي في كلمته: «جئت هنا لأؤكد دعمي الكامل لسياسة الرئيس الباجي قائد السبسي، سياسة التوافق.. وهي السياسة التي أنقذت تونس من مصير مشابه لكل ثورات الربيع العربي التي انهارت. وهي سياسة انطلقت بعد لقاء باريس بين السيد الرئيس الباجي وشخصي الضعيف.. وتونس اليوم تجني ثمار هذا التوافق»..
تصريحات ارتأينا الوقوف عندها لما تكتسيه من أهمية، وتسليط الضوء على بعض ردود الأفعال حولها .

عميرة علية الصغير: طائر الغنوشي بجناح مكسور وآخر مغشوش

في البداية أفادنا المؤرخ والأستاذ عميرة عليّة الصغير أن العبارة التي جاءت على لسان الغنوشي مأخوذة من خطاب ألقاه زعيم الاخوان محمد مرسي في مصر، مؤكد أن الاستشهاد بمقولات جماعة الاخوان باتت سنة حميدة لاخوانهم في تونس.
وذكر محدثنا أن الغنوشي يعتقد بكلامه الأخير أن السلطة أصبحت فعلا بيد حزبين كبيرين وهما النهضة والنداء، كما يعتقد أن تجربة حكومة الائتلاف هي انتصار للنهضة، مضيفا أن مؤتمر النداء الأخير هو فعلا تتويج لما خططت اليه النهضة وهو استحواذها وتطويقها للحزب الأول في البلاد، مؤكدا أن ما ساعد النهضة في مخططها هو تخلي النداء عن جناحه اليساري .
وأشار عميرة علية صغير الى أن المؤتمر الأول لحركة نداء تونس بسوسة هو انتصار للنهضة لا غير، وهو ما عكسته عبارة الغنوشي على حدّ تعبيره، مبينا في المقابل أن الجناحين الذين تحدث عنهما الغنوشي أحدهما مكسور وهو النداء والثاني مغشوش لأن النهضة تريد ابراز أنها حزب مدني ووطني والحال أن هدفها الأساسي هو أسلمة المجتمع التونسي.
من جهة أخرى ذكر محدثنا أن النداء هو حزب ولد ليموت في ظرف 4 سنوات، وتحديدا منذ تحالفه مع النهضة، مشيرا الى أن «التقاء السماسرة ومسترزقي الأمس بمسترزقي اليوم لن يثمر الا الخراب وسيعطل عملية بناء ومجتمع حر وحديث، مضيفا أن التاريخ منحنا فرصة لننهض ونخرج من سجن الشرق المتخلف ونتحرر لكن وللأسف الشعوب لا تستفيق الا عندما تعيش المأساة وأحيانا تموت قبل حتى أن تستفيق»، حسب ما جاء على لسانه .
وأكد عميرة علية الصغير أن النهضة تمكنت من السيطرة على الحكم في ظرف خمس سنوات وتحولت «النخبة السياسية» الحاكمة الى متزلّفة في خدمتها.
وختم محدثنا كلامه بأن اعتلاء شيخ النهضة المنصة جاء كتأكيد منه على كون الخلطة اكتملت وتم الاندماج نهائيا بين اخوان قطر واخوان التجمّع بمباركة الشيخين وأنّ هذا التحالف هو الذي سيقود تونس الى حتفها بمباركة الأمريكان وألمانيا وتركيا وقطر، مضيفا أن شعار المؤتمر كان الوفاء في المقابل تمت خلاله خيانة الثورة وخيانة الانتخابات.

سلوى الشرفي: علاقة شاذة مآلها الخراب

وفي ذات السياق أفادتنا الأستاذة سلوى الشرفي أن الكلام الذي جادت به قريحة الغنوشي لا ينطبق على الواقع لأن النهضة والنداء مختلفان جذريا والدليل أن النداء نجح خلال الانتخابات الأخيرة كاقتراح بديل ومخالف للنهضة وبالتالي لا يمكن حسب سلوى الشرفي أن يكون هناك اتفاق بينهما، وعبّرت الشرفي عن استغرابها من التجاء الغنوشي لهذا التشبيه الذي يدل على كون تونس تطير بجناحين غير متكافئين وبالتالي سقوطها وارد في كل لحظة على حدّ تعبيرها .
وطرحت سلوى الشرفي سؤالا اعتبرته جوهريا وهو كيف بالامكان لجناح يقدّم نفسه على كونه حداثيا وحقوقيا أن يشتغل جنبا الى جنب مع جناح يضم اليوم من يكفّر المثقف على غرار ما حصل مع الأستاذة آمال القرامي وأحمد الملولي، مضيفة أنها كانت تنتظر موقفا منددا من النداء بعد حملات التكفير لكن هذا الأخير خيّر الصمت لأنه مكبّل بالتحالف مع النهضة
وأفادتنا الأستاذة الشرفي أن الخطاب الذي ألقاه شيخ النهضة هو مجرد كلام تسويقي يهدف الى تبرير التحالف غير الطبيعي وغير الشرعي والذي لم ولن يرضي القواعد .. وختمت بذكرها أن الغنوشي ومعه السبسي يريدان تجميل علاقتهما رغم كونها علاقة شاذة قد تخرب البلاد.

نزيهة رجيبة: طائر الغنوشي هو غراب مهمته سرقة تونس

من جانبها ذكرت نزيهة رجيبة أن الطائر  الذي تحدث عنه الغنوشي ماهو الا غراب مهمته  سرقة تونس وليس حمايتها، وذكّرت أم زياد بما سبق وأن نبهت منه وهو الاستقطاب الثنائي بين النهضة والنداء، مشيرة الى أن هذا المشهد المفتعل والمزيّف فرضه الاعلام التونسي بقطعه الطريق أمام كل البدائل .
وأفادتنا أم زياد أنها طالما توقعت الأسوأ من النهضة وهو ما حصل اليوم، مبينة أن «الشيخين العجوزين» لن يتمكنا من الاطاحة بالثورة التونسية لأن الشباب بالمناطق الداخلية يلوّحون بثورة جديدة مؤكدة أن هذا ما لامسته أثناء زيارتها الأخيرة الى كل من تالة وأرياف بنزرت وباجة وللقائها بشباب هذه المناطق ومثقفيها .
وذكرت أم زياد أن كل ما تمرّ به تونس هو ملعوب ومجرد أجندات لمخابرات وقوى أجنبية خدمة لمصلحة أمريكا، مبينة أن هذا المشهد مؤقت ولن يدوم .

بسمة بلعيد: «عن أي طائر تتحدث أيها الأبله»

أما بسمة بلعيد فلم تتمالك نفسها من الضحك قبل أن تؤكد أنها تعجز عن التعليق على خطاب الغنوشي حيث قالت حرفيا: «عن أي طائر تتحدث أيها الأبله» حسب ما جاء على لسانها.
وذكرت بلعيد الغنوشي بما اقترفته النهضة حيث ذكرت أن النهضة انخرطت في حكومة ملطخة بالدمّ والرشّ و»الكرتوش» والاغتيالات، وأن الملايين نادوا بضرورة الاطاحة بها لأنها ساهمت في خراب أمن البلاد .
واستغربت الخلفاوي من خيانة قيادات النداء لناخبيهم الذين آمنوا بمشرعهم القائم على مدنية وحداثة الدولة .
وأما بخصوص اقتصار الغنوشي في خطابه على النهضة والنداء فذكرت بسمة الخلفاوي أن سياسة الاقصاء ليست بالأمر الجديد بل منذ حادثة اغتيال الشهيد شكري بلعيد وذلك منعا لصعود قطب ثالث يمنع الاستقطاب اليميني اليميني .

سلمي بكار: بامكان تونس الرفرفة دون الحاجة الى جناحي النداء والنهضة ...

من جانبها رأت سلمى بكار أن تونس ليست في حاجة الى هذين الجناحين وأنه بامكانها الطيران والرفرفة بجناح أبنائها حتى وان تطلب الأمر مساعدتها على ذلك.
وذكرت سلمى بكار أن البلاد لم ولن تحتاج الى أجنحة الشيخين الغنوشي والسبسي حيث قالت حرفيا: «ان شاء الله يتقصو اجنحتهم الزوز».
ختاما نذكر أن محسن مرزوق وفي تعليقه على مقولة تونس طائر يحلّق بجناحي النداء والنهضة قال، إنّ تونس طائر حرّ محلّق له مئات السنين وجناحي هذه البلاد هي شبابها ونساؤها ومشروعها الإصلاحي العصري الذي يعود إلى 150 سنة
وتوّجه في هذا الخصوص برسالة مفادها أنّ المشروع الوطني العصري الجديد سيكون له اختلاف جوهري بين الدين والسياسة وله طابعه الخاص والمميّز وهويته التي تحدّد توجهه ومساره دون الحياد عنهما.

اعداد : سنــــاء الماجري