الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية هيكل دخيل (العون المقال من سجن الناظور): سجن الناظور: مخدرات.. حماس.. هواتف جوّالة وإمـارات إسلامـيـة وأزيـاء قتـالية

نشر في  20 ماي 2015  (11:26)

 هيكل دخيل عضو مكلف بالاعلام في نقابة الأمن الجمهوري وعون بفرقة التحريات الخاصة التابعة لمصلحة الارشاد بالادارة العامة للسجون والاصلاح اشتغل في سجن الناظور ببنزرت، صدرت في حقه  يوم 14 افريل 2015 برقية ايقاف عن العمل صادرة عن وزير العدل على خلفية تصريحات متعلقة بتجاوزات داخل سجن الناظور ووجود أمن مواز وامارة اسلامية به، ووجهت اليه تهم الثلب وافشاء السرّ المهني...

أخبار الجمهورية التقت بهيكل دخيل وجمعنا به حوار مطول كشف لنا خلاله محدثنا عن عديد الحقائق المفزعة التي تتعلق خاصة بوجود امارة اسلامية في سجن الناظور، وتورط قيادات أمنية في دعم الارهاب والارهابيين. انطلقت القصة حسب هيكل دخيل عند جلب الارهابي صبري النفزاوي من سجن المرناقية الى سجن الناظور ووضعه ـوفق  تعليمات ـ في الغرفة عدد 6 من جناح «أ ب» مع مساجين الحق العام، وأضاف محدثنا أن هذا الارهابي تمكن من «دمغجة» مساجين الحق العام واستقطبهم وأصبح يأمر وينهي ويصلي بهم جماعة ويعطي التعليمات.
وأفادنا دخيل أنه تم اصطحاب الارهابي نزار الضاوي صحبة النفزاوي، غير أن هذا الأخير تمكن من التمتع ببطاقة سراح يوم استشهاد الجنود الثمانية بجبل الشعانبي في رمضان 2013، رغم أنه متهم في قضايا ارهابية عديدة، وأشار دخيل الى أن برقية اطلاق السراح صدرت على الساعة العاشرة ليلا، وكشف محدثنا أنه حين تسليمه أدباشه عثر لديه على مبلغ مالي قدره  200 دولار امريكي وبسؤاله عن مصدره، قال انه مكنه منه أحد «الاخوة» في معسكرات التدريب وكان ذلك بحضور عريف أول وفق تأكيد محدثنا .
من جهة أخرى أفادنا هيكل دخيل أنه تلقى معلومات من قبل الضابط الأمني انذاك (ن.ب) بمراقبة صبري النفزاوي، نظرا لما يشاع عن كونه يقدّم خطبا متشددة لمساجين الحق العام، مبينا أنه سبق له أن كتب عديد التقارير في حق الارهابي المذكور حتى قبل تلقي المعلومات، وأفادنا محدثنا أن النفزاوي كان يتّصل بأبي عياض عبر هاتف جوال يحمل الرقم الأول منه «23» سلمه له سجين سلفي مودع بالعزلة الأمنية، وأكد محدثنا أنه عرف ذلك اثر معلومة موثوق من مصدرها عن طريق رسالة سلّمها له سجين من الثقات يعلمه فيها أن النفزاوي لديه هاتف جوال، وأضاف محدثنا أنه سلم هذه  الرسالة أواخر سنة 2013  الي ادارة أمن الوحدات حيث فتح محضر في الغرض للاستماع اليه.
ومن المعلومات الأخرى التي كشفها لنا هيكل دخيل أن النفزاوي اتصل بصديق له اصيل منطقة حي الانطلاقة وأعلمه عن حاجته بشريحة تخزين معلومات تضم تسجيلات لاحد الشيوخ السلفيين ويدعى خالد الراشدي وكذلك فيديوهات التدريب في معسكرات الشيشان وفيديو للقتال وجها لوجه مع العلم أن هذه المكالمة وقع ترصدها من قبل المصالح الفنية على حد تعبيره.
واضاف هيكل دخيل أنه قدم تقارير عديدة في نشاط الارهابي المذكور الى أن تكونت الامارة الاسلامية داخل السجن.
واكد دخيل أنه تمكن اثر التنسيق مع الضابط الامني الرائد (ن.ب) وبعد استشارة مدير السجن من تصوير مشاهد فيديو توضح استقطاب الارهابي لمساجين الحق العام والذي يقدر عددهم بقرابة 25 سجينا واصبح فعلا يعطي الدروس والوعظ ويصلي بهم جماعة.. وقدم هيكل دخيل تقريرا مفصلا للمدير العام للسجون العميد صابر الخفيفي مصحوبا بالتسجيل المذكور، وجاء في التقرير أن النفزاوي حوّل الغرفة عدد 6 الى امارة سلفية.
بعد تسليمه للفيديو بيوم واحد صدرت التعليمات من طرف القيادة بضرورة ابعاده عن العمل داخل السجن وابقائه خارج الوحدة السجنية بهدف عدم مواصلة تصوير أي أمر يخص الارهابيين في السجن وتعرض إلى العديد من المضايقات على حدّ تعبيره، مؤكدا أنه كان ينتظر تشجيعا على العمل الذي أنجزه.. لكنه وجد نفسه معاقبا.

اختراق السجن

وأضاف هيكل دخيل أنه وبعد قرابة الاسبوع من مباشرته لعمله بالحراسة الخارجية للسجن وتحديدا على بعد مسافة من مقر السجن حيث كان يضع قطعة آجر ويجلس عليها  تفطن لزيارة أبي الارهابي لابنه، وهناك نسق مع الضابط الامني للوحدة بضرورة مراقبة الحوار الذي سيجري بين الارهابي ووالده وتفطن دخيل من خلال تسجيل المكالمة الي صدور تعليمات بضرورة قتل قاضي التحقيق (ج.ب) ان لم يتم الافراج عن النفزاوي.
وواصل محدثنا سرد قصته بأنه مكّن القاضي المذكور من نسخة أصلية من المراسلة التي دارت بين مدير السجن والمدير العام يعلمه فيها أن القاضي الفلاني ستتم عملية قتله في القريب العاجل، مشيرا الى أنه التجأ الى إخبار القاضي بنفسه بعد أن  تأكد من عدم توفر حراسة خاصة قصد حماية القاضي المكلف بالتحقيق في قضايا الارهاب.
وأضاف دخيل أن القاضي المذكور صدم من هول ما سمعه وما اطلع عليه من وثائق تخص الأمن العام بالسجون وموضوع تعرضه إلى القتل وتواطؤ مسؤولين في عملية التستر على العملية، فما كان منه سوى أن اتصل بوزير الداخلية وبالمدير العام للمصالح المختصة السابق وبالمدير العام للسجون ومن حينها وضعت له حماية أمنية له ولعائلته.
وبعد عودة هيكل دخيل للعمل بالسجن وتعرضه الي العديد من الضغوطات النفسية والادارية ونتيجة لاحساسه بالظلم والقهر أقدم على محاولة انتحار وتعرض الي انهيار عصبي كبير جعله يقدّم راحة طبية مطولة.

المخدرات.. وحماس في الناظور

وبعد مباشرته لعمله في السجن، قدّم محدثنا مطلب نقلة وذلك لعدم امكانية التواصل بينه وبين مدير السجن غير الكفء وأشار إلى أنّ فرقة مجابهة الارهاب للحرس الوطني فتشت السجن وعثرت على عشرات الهواتف الجوالة وانواع كثيرة من المخدرات وازياء قتال تابعة للسجون لدى المساجين وصاعق كهربائي وكأن السجن في مقاطعة التكساس على حدّ تعبيره.
وأكد هيكل الدخيل أن سجن الناظور يضم حاليا حوالي 30 ارهابيا  منهم من ينتمي لحركة حماس وقبض عليه في جبل الشعانبي مبينا أنه وقعت بتاريخ 15 فيفري 2015  عملية توزيعهم على الغرف الخاصة بالحق العام رغم عديد  التقارير السرية حول هذه العناصر الارهابية، وأكد الدخيل أن أعلى سلطة في ادارة السجون والاصلاح تتستر عن قصد أو دونه على هذه الامارات التي تبشر بكارثة وثورة مضادة انطلاقا من السجون يعني أن السجون هي الحاضنة الحقيقية للارهابيين بحماية مسؤول على حدّ تعبيره، مؤكدا أن النفزاوي تمكن من بعث امارة في غرفته، واليوم تضم كل غرفة 4 ارهابيين وهو ما لا يبشر بخير ـ والكلام لدخيل ـ.

نقل تعسّفية

من جهة اخرى اكد الدخيل انه تمت نقلة صابر النفزاوي الى سجن برج الرومي، ومن الطرائف التي صاحبت عملية نقله هي نقلة النقيب الذي اعطى التعليمات بحلق لحية الارهابي تطبيقا منه للقانون العام للمساجين.
وفي سياق آخر بين هيكل دخيل أنه وبعد 3 أيام من نقلته الى المصالح المختصة بالسجون تم تكليفه بتأمين عملية اقامة الارهابي مكرم المولهي بالمستشفى، مبينا أنه نجح وبعد التنسيق مع الاطار شبه الطبي في استقطاب الارهابي ليعطيه اسماء بقية الخلية الارهابية وارقام هواتفها، مشيرا الى انه تحصل على 5 ارقام هواتف كما تحصل على كلمة سرّ التي استعملها ليطمئن له الطرف الثاني، الذي أوهمه خلال اتصاله به أنه سيمكنه من مقابلة المولهي وتأمين عملية تهريبه من المستشفى، مضيفا انه تمكن من انقاذ حياة المجموعة الأمنية والطبية المكلفة بالسهر على اقامة الارهابي في المستشفى، وذكر دخيل أن هذا العمل البطولي لم يكن محل مباركة من الإدارة العامة، التي حلّت فرقة التحريات الخاصة ونقل هذه المجموعة المتكونة من 4 أعوان المعروفين بالسرية التامة وحب الوطن وتعويضهم بمجموعة موالية للمدير العام تعمل تحت امرته حسب ما جاء على لسانه.
وذكر محدثنا أنه وعلى اثر حوار تلفزي تحدثت فيه النقيبة ألفة العياري عن امارة اسلامية بسجن الناظور وعن عملية نقلة مساجين الارهاب الي وحدات سجنية أخرى أقل تأمينا من المرناقية وتلقي هذه الوحدات التعليمات بضرورة تفريق الارهابيين على الغرف السجنية الخاصة بالحق العام، تم فتح تحقيق في الموضوع من طرف التفقدية العليا بوزارة العدل ووقع استدعاؤه حيث صرح بجميع حيثيات الواقعة ومدّ المتفقد العام بتقارير حينية في المواضيع المتعلقة بالتستر على الارهاب والفساد الاداري والمالي بالسجون.
واكد هيكل أنه بعد ادلائه بحوار صحفي اتهم فيه قيادات سجنية بالتستر على الارهاب وتحدث عن عملية قتل الشهيد شكري بلعيد،فوجىء باتخاذ قرار ايقافه عن العمل لكشفه للرأي العام هذه الحقائق.
وذكر هيكل دخيل أن الوزير أصدر  قرارا بسحب بطاقته المهنية واحالته على المجلس، لكن المدير العام للسجون تجاوز كل الأعراف فسحب بطاقة معالجته وهو الذي لم يعرض الى حد الأن على المجلس ولم يتخذ فيه أي قرار.
وكان ختام حديثنا مع هيكل دخيل بهذه العبارة :«لقد اعتمدت القيادة سياسة التجويع القديمة على عون قدم الكثير للوطن وفي الاخير يهان ويعرض لابشع الممارسات النوفمبرية التجويعية له ولعائلته، وأخيرا أدعو الى الحذر من سجن المهدية لأنه يمهد لكارثة حقيقية، كما أتوجه بسؤال الى مدير عام السجون والاصلاح حول مصير عون الأمن الذي مدّ عنصرا ارهابيا بهاتف جوال مقابل 15 دينارا في سجن برج العامري، وهل تم فتح تحقيق في الغرض بعد حجز الهاتف، ولماذا لم يتم ايقاف عون الامن واحالته على التحقيق؟».

سناء الماجري